قبل نحو 94 عامًا أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من منطقة جبلية، تقع في الجنوب الشرقي لمدينة جدة، تسمى "أبرق الرغامة"، أن بلد الله الحرام في إقبال على خير وأمن وراحة.. وقال للأمة وقتها: "لقد مضى يوم القول، ووصلنا إلى يوم البدء في العمل".
ومنذ ذلك الحين كسب موقع أبرق الرغامة شهرة واسعة بسبب ارتباطه بتاريخ المملكة العربية السعودية؛ إذ شكَّل هذا الموقع آخر نقطة وقف فيها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وهو يقود مسيرة توحيد السعودية.
وفي هذه المنطقة الجغرافية الجرداء عسكر الملك عبدالعزيز بجيشه. ومن حُسن الطالع أن الاستعدادات الحربية انتهت بسلام، ودخلت جدة في أحضان الدولة الفتية من أبرق الرغامة، حيثرسم الملك عبد العزيز - رحمة الله - بداية مرحلة البناء للدولة الحديثة، والأخذ بأسباب العلم والمعرفة.
وفي جمادى الآخرة من العام 1344هـ الموافق 25 ديسمبر 1952م حقق الله آمال الملك عبدالعزيز؛ لأنه صدق ما عاهد الله عليه؛ فاستتب الأمن، وبدأت النهضة الكبرى للبلاد من شرقهاإلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، ووضع الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية الحديثة.
ومن هنا أصبحت جدة بوابة الحرمين الشريفين، وازدهرت، ونمت، وتطورت حتى أصبحت من أجمل المدن؛ ليطلق عليها بجدارة لقب عروس البحر الأحمر.
وقامت أمانة محافظة جدة مؤخرًا بتسمية هذا الموقع بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي، حيث تُقام المؤتمرات والندوات والاحتفالات به.