نجاحات متتالية للداخلية في إحباط إرهاب "الدواعش".. و 250 عملية شاهدة

مستشار أمني لـ "سبق": العمليات المحبطة تفوق المنفذَّة بكثير
نجاحات متتالية للداخلية في إحباط إرهاب "الدواعش".. و 250 عملية شاهدة

تتواصل نجاحات القوات الأمنية السعودية، في الضرب بيد من حديد ضد من تسول له نفسه الإخلال بأمن هذه البلاد الطاهرة، وملاحقة أصحاب الفكر الضال وإحباط مخططاتهم الإرهابية ضد منشآت أمنية وعسكرية واقتصادية ومواطنين وعلماء ورجال أمن، ولعل آخرها الخلايا المرتبطة بداعش الإرهابية التي أعلنت عن ضبطها وزارة الداخلية أمس الأحد، وكانت تخطط لاستهداف رجال أمن، إضافة إلى استهداف ملعب الجوهرة في جدة خلال مباراة منتخبنا الوطني ومنتخب الشقيقة الإمارات التي جرت أخيرًا.
 
إفشال ٢٥٠ عملية إرهابية
تقف المملكة بكل حزم ضد الإرهاب ومواجهة العمليات الإرهابية، وقد جنَّدت جميع أجهزتها لحماية المجتمع من خطر هذه العمليات والأفكار الهدامة، حيث نجحت الضربات الاستباقية لوزارة الداخلية خلال الفترة من ٢٠٠٣م وحتى ٢٠١٥م من إحباط أكثر من ٢٥٠ عملية كان يخطط الإرهابيون لتنفيذها داخل المملكة حسب تصريح سابق للوزارة، يضاف إليها ما تم إحباطه خلال العام ٢٠١٦م، ومنها القبض على خلية الـ"١٧" العنقودية المرتبطة بداعش الإرهابي، وخلية الـ"١٩" متهمًا التي تمت على خلفية الجرائم الإرهابية التي وقعت بالمدينة المنورة ومحافظتي جدة والقطيف، وخلية وادي نعمان بمكة المكرمة، مرورًا بالقبض على قاتلي والديهما في الرياض، وإحباط عملية إرهابية وشيكة التنفيذ كانت تستهدف المصلين بمسجد المصطفى بالقطيف وعملية إرهابية أخرى في بيشة خُطط لها بسيارة محملة بمواد متفجرة، وغيرها من النجاحات بالإضافة إلى التصدي لأفراد من حملة الفكر المتطرف ومقتلهم في مواجهات تمت مع رجال الأمن.
 
إلحاق داعش بالقاعدة
تعكس نجاحات المملكة المتتالية في ملاحقة الإرهاب ودحره، جهودها وأخذها على عاتقها التصدي بكل حزم وصرامة للفكر المتطرف، حيث نجحت بفضل الله من دحر تنظيم القاعدة واقتلاعه من المملكة بعد حرب شرسة ضده خلال السنوات الماضية، والتي نجحت خلالها في تفكيك خلاياه النائمة والقضاء على تنظيماته والقبض على معتنقي هذا الفكر وتقديمهم ليد العدالة، والذي يضاف إليه ما تحققه المملكة حاليًا من نجاحات متتالية في تجفيف الفكر الداعشي بإفشال مخططاتهم وملاحقة أفرادهم وأتباعهم والقبض عليهم بمعاونة كل أطياف الشعب التي ترفض هذا الفكر الدخيل ومن يعتنقه.
 
مناصحة وتأهيل ورعاية
لم تغفل المملكة دورها الأبوي الحريص على استقامة واعتدال أبنائها من خلال إعادة التأهيل الفكري وتعزيز الانتماء لمن وقع ضحية لأفكار الغلو والتطرف، بوساطة برامج علمية وعملية متخصصة عبر مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية وحققت ريادة عالمية في هذا المجال، حيث يقدم المركز عددًا من البرامج الموجهة للمناصحة والمعالجة الفكرية والتأهيل وتقويم الأسلوب مرورًا بمجموعة أخرى من برامج الرعاية المتخصصة التي تقدم للمستفيد وأسرته بعد تخرجه من المركز.
 
قضية عادلة
أشاد المستشار بالقضايا الوطنية والأمن الفكري الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل، بالنجاحات الأمنية المتتالية في كشف الخلايا الإرهابية التي تمثلت في بيان وزارة الداخلية الأخير، بكشف هذا العدد وكشف عمليات وشيكة التنفيذ يصعب أكثر كشفها لأنها مرحلة متقدمة ولكن بفضل الله تمكن رجال أمننا من إحباط هذه العمليات.
 
وقال: "لا بد للإنسان أولاً أن يستشعر فضل الله على هذه البلاد بقدرتها على حماية أمنها ومقدساتها وشعبها وكشف هذه المخططات الإجرامية الإرهابية وتمكين رجال الأمن من إبطالها، ثم الإشادة بجهود هؤلاء الرجال وتقدير جهدهم في دفاعهم ضمن قضية عادلة عن دينهم وشعبهم ووطنهم ومقدساته".
 
خبرات تراكمية
أشار الدكتور الهليل إلى وجود خبرات تراكمية متميزة اكتسبها رجال الأمن خلال السنوات الماضية مكنتهم وبما تحصلوا عليه من دورات تدريبية؛ في كشف هذه المخططات الإجرامية ضد هذا البلد، أيضًا هناك تغذية راجعة فيما يتعلق بالعمليات السابقة والتعامل مع أكثر من تنظيم إرهابي، كونت لدى الأجهزة الأمنية السعودية قدر من الخبرة والتمكن في هذا المجال الدقيق والحساس والذي تستفيد منه حتى الدول المتقدمة التي تبحث عن تجربة المملكة في هذا المجال ومكافحتها للإرهاب سواء على المستوى الفكري "القوة الناعمة" أو المستوى الميداني "القوة الخشنة".
 
رسالة للمجتمع
وجَّه الدكتور عبدالعزيز الهليل رسالة للمجتمع أنَّ هذه العمليات الإرهابية التي كانت وشيكة التنفيذ لم تكن لتحصل إلا في وجود نوع من الغفلة أو عدم الاكتراث في متابعة هذه التطورات لدى أفراد المجتمع أو الأبناء، حيث إنَّ هذه العمليات تحتاج إلى بيئة خصبة وبيئة غافلة حتى تعمل، وذلك يحمل الجميع المسؤولية التربوية والدينية من منطلق قول المصطفى "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.. الحديث"، وهنا لا بد من تفعيل الدور الرعائي من كل أب أو أم أو قائم على رعاية أسرة أن يهتم لأي تطورات أو تحولات تحدث لهذا المجال بين أفراده، أضف إليها دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية منها المدرسة والجامعة والمسجد والإعلام التي تعنى بتنشئة الأفراد على القيم والتسامح وحتمًا لابد أن تنشط وتعمل بدور وقدرة عالية للتوقي من حصول الإرهاب والتطرف ابتداءً وعدم حصول تبنيه أو التعاطف مع الأفكار الضالة، وتحقيق مستوى الوقاية قبل أن نصل إلى المكافحة.
 
 
الحرب النفسية
أضاف مستشار القضايا الوطنية والأمن الفكري: "هناك حرب نفسية تتزامن مع العمليات الإرهابية لإحداث الهلع والرعب وتخويف الناس، بأن هناك استهدافًا لرجال الأمن والعلماء وغيرهم، والذي قد يتحقق كما حدث في بعض العمليات إلا أن تحقق التأثير من الناحية النفسية في تخويف الناس وإرعابهم يكون أعلى، ولكن عند حساب الأرقام تجد أن هذه العمليات لا تشكل عددًا كبيرًا، ويشكل في المقابل كشف هذه العمليات وإحباطها والتصدي لها حتى بعد وقوعها والوصول إلى شبكات وأفراد على علاقة بالجرائم، أعدادًا أكبر من هذه المنفذة، وهي نجاحات وإنجازات لابد من الإشارة إليها حتى يحصل الاطمئنان بأن الأكثر الإنجاز الأمني ويتساعد به الناس مع الأجهزة الأمنية، وصولاً لما قاله المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز "المواطن هو رجل الأمن الأول".
 
دور إعلامي مطلوب
يؤكد الهليل الدور الكبير المناط بالوسائل الإعلامية المختلفة التي تجعل من المواطن والمقيم في هذا البلد شريكًا استراتيجيًا ومهمًا في الكشف عن العمليات الإرهابية والتصدي لها من خلال المعلومة، وبما تعطيه هذه الوسائل من وعي وناحية ثقافية في الكشف عن هذه المخططات والتنبه لأي متغيرات تحصل على أفراد هذا المجتمع والتصدي للفكر الضال والإبلاغ عنها.
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org