"نزاهة" ترفع بلاغ قضية مستشفى كلاخ إلى "الصحة" بعد أن أجهضت المشروع لجنة ثلاثية حكومية

"الرقابة والتحقيق" تدرس ملف القضية..وجهات الاختصاص صامتة
"نزاهة" ترفع بلاغ قضية مستشفى كلاخ إلى "الصحة" بعد أن أجهضت المشروع لجنة ثلاثية حكومية

رفعت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" أخيرًا بلاغ قضية مستشفى ضاحية كلاخ، التي تبعد نحو 50 كلم جنوب شرق محافظة الطائف، إلى وزارة الصحة، عقب أن أجهضت لجنة ثلاثية حكومية هذا المشروع الصحي، الذي يتسع لـ 50 سريرًا. وقد جاء إجهاض هذا المشروع من خلال سحبه، ونقله إلى موقع آخر، كان قد تم رفضه مسبقًا من الجهات الحكومية ذات العلاقة.

ووفقًا لمصادر "سبق"، فقد فوجئ الأهالي بأن المشروع لم يُنفَّذ حتى الآن في موقعه الرسمي والمعتمد له، بل تم نقله إلى ضاحية السر، وهو الموقع الذي يبعد عن مستشفيات الطائف 12 كلم فقط، في حين أن الموقع الأصلي للمشروع تقرر حكوميًّا وفقا لمستند رسمي، تحتفظ "سبق" بنسخة منه، بأن يكون في ضاحية كلاخ، وهو الموقع المتوسط بين سديرة، وشقصان، ومرفوض، وبسل، وهجرة الحلاه؛ وذلك نظرًا لبُعد المسافة عن مستشفيات الطائف، التي تبعد عنها كلاخ وسديرة مسافة 50 كلم.

ويأتي ذلك بعد أن تم تأييد واعتماد إقامةالمشروع على أرض، تم تخصيصها لذلك منذأكثر من 10 سنوات من قِبل خمس جهات حكومية، شملت (وزارة الداخلية، وإمارة منطقة مكة المكرمة، ومحافظة الطائف، ومجلسها المحلي، وكذلك الشؤون الصحية بالمحافظة).

وفي الوقت الذي تحركت فيه "نزاهة" تحركت "الرقابة والتحقيق" من خلال دراستها ملف القضية منذ شعبان الماضي، إلا أن جهات الاختصاص في هذا الموضوع لا تزال صامتة حتى الآن؛ ما يعطِّل إقامة مثل هذا المشروع الحيوي المهم، الذي جاءت أولى لبنات فكرته في ثنايا برقية خطية برقم "1/ 43/ 3/86804"، تحتفظ "سبق" بنسخة منها، موجهة من وزير الداخلية آنذاك، الأمير نايف بن عبد العزيز -يرحمه الله-، إلى وزير الشؤون البلدية والقروية، ونسخة إلى أمير منطقة مكة المكرمة، وذلك في العشرين من شوال من عام1427هـ، تتضمن ما نصه: "نشير لما رفعه لناأمير منطقة مكة المكرمة، المعطوف على خطاب محافظ الطائف، والمبني على طلب قبيلة النفعة إعداد رفع مساحي للأرض الواقعة في وادي كلاخ؛ وذلك لتخصيص الأرض في الموقع للإدارات الحكومية، ومن ضمنها مركز كلاخ، ومستشفى، وخدمات أخرى. نأمل اطلاع سموكم، والتفضل بتوجيه رئيس بلدية الطائف بمسح الأرض لتخصيصها للجهات الحكومية لمركز كلاخ المقرر افتتاحه".

وكانت "سبق" قد نشرت في الـ12 من فبراير من العام الجاري تقريرًا عن "قضية مستشفى كلاخ"، جاء فيه أن المخاطبات توالت بين الجهات الحكومية آنفة الذكر، التي أيدت واعتمدت بالإجماع إقامة المشروع الصحي في ضاحية كلاخ، كما جاء في أحد المستندات التي ذكرت "سبق" حينها أنها تحتفظ بنسخة منها، وأنه "جرى الاطلاع على المعاملة. والواقع أن مراكز (سديرة وكلاخ وبسل والحمادين) بها كثافة سكانية، وعدد 36 مدرسة ثانوية ومتوسطة وابتدائية، ولاحظنا خلال الجولات أن هذه المنطقة في المستقبل هي الأحوج للمستشفى، ونرى أن يُنفذ بالأرض المخصصة له". كما جاء في مستند رسمي آخر، صدر في الثاني والعشرين من المحرم عام 1430 هـ، وتحتفظ "سبق" أيضًا بنسخة منه، أن "الخطة الخمسية الثانية تضمنت إنشاء مستشفى كلاخ بسعة خمسين سريرًا لحاجة المنطقة إليه، وتم إدراج ذلك في مشروع ميزانية وزارة الصحة للعام المالي 1426 / 1427 هـ، حسبما أُشيرإلى ذلك في خطاب المدير العام للإدارة العامةللتخطيط بوزارة الصحة في خطابه رقم 26258/ 39 في 26 المحرم 1427هـ".

يُشار إلى أن الأرض الواقعة في كلاخ، ووفقًا لما ذكره الأهالي، مفرغة لوزارة الصحة، وتبعدأكثر من 50 كم عن مستشفى الملك فيصل، في حين بُني المعيار الوزاري الرئيس لإنشاءمستشفى سعة 100 سرير وأكثر على أن يخدم 40 كم مربعًا بقطر دائري، ومستشفى سعة 50 سريرًا يخدم 20 كم مربعًا بقطر دائري.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org