نِسَب محددة لعمالة كل دولة

نِسَب محددة لعمالة كل دولة

تستقبل السعودية ملايين العمالة من أغلب دول العالم، الذين يأتون إلى هنا لطلب الرزق والتكسب، حتى أصبحنا وجهة وحلمًا لطالبي الثراء والخير الرغيد.

ومع التطور الكبير، والنهضة العمرانية والتجارية التي شهدتها مدن السعودية كافة خلال السنوات الماضية، إضافة إلى الانفتاح الاقتصادي، واتساع المساحة.. جميع ذلك تطلب أيدي عاملة بأعداد كبيرة، تساهم في البناء وإدارة الأعمال، حتى وصلنا إلى درجة التخمة من تكدس العمالة، بعد أن قلَّت المشاريع؛ ما ترتب عليه ازدياد معدلات البطالة في العمالة بشكل مخيف؟

سوق العمل لدينا بالرغم من كثافة الجنسيات به إلا أنه يمتاز بالتنوع، بمعنى أنك لا تجد حتى الآن جنسية محددة تسيطر على سوق العمل، وإن كان هناك سيطرة على مهن محددة، مثل سيطرة بعض الجنسيات على مواد البناء، وأخرى على الملابس، وغيرها على الأكلات الشعبية.. وهكذا، وهذا ما نتمنى من (وزارة العمل) العمل عليه وتفكيكه؛ لأن دخول المواطن في هذه المجالات من سابع المستحيلات، ولو تجرأ وحاول الدخول سيجد (لوبي) وتكتلاً ضده؛ حتى يخرج بأكبر الخسائر؛ فالمنافسة في غير صالح المواطن حاليًا.

واقع الحال يشير إلى أن ما تعانيه بعض إحدى الدول الخليجية من سيطرة عمالة دولة محددة لديها على سوق العمل والتجارة والاستثمار؛ ما حدا بمفكريها وعقلائها إلى التحذير من ذلك الوضع وخطورته، قادم إلينا إن لم نتدارك الأمر، ونضع خططًا لعدم سيطرة جنسية محددة على سوق العمل؛ فنحن نحتاج للعمالة في الوقت الحاضر، ولا يمكن أن نستغني عنهم، ولكن يمكن أن نقلص من أعدادهم بتمكين المواطن في بعض المهن والأعمال، وأيضًا عدم غلبة جنسية على جنسية أخرى من ناحية أعدادهم وكثافة وجودهم.

الوضع الحالي يؤكد أن هناك جنسيتين يمكن أن تكون لهما الغلبة في سوق العمل المحلي مستقبلاً، وهذا وضع غير صحي لمواطنينا وبلدنا؛ لأن طبيعة الوافد لأي بلد يتعاطف مع أبناء جلدته، وإذا زادت أعدادهم سيصبح من الصعوبة السيطرة عليهم، خلاف عملهم تكتلات ضد المواطن، ومحاربته في أي مجال.

من أنجع الحلول تحديد نِسَب معينة لكل دولة من العمالة، لا تتجاوزها تحت أي ظرف، والصرامة في تطبيق الأنظمة، وعدم التهاون، وتسفير العمالة الزائدة عن الحاجة؛ لنستطيع خلق سوق عمل متوازن، وبيئة آمنة لجميع العاملين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org