تعزز خمس نقاط تفاخر قوات التحالف والشرعية اليمنية بتحرير مدينة وميناء المخا من قبضة الذراع الإيرانية في اليمن "ميليشيا الحوثي وصالح"، وتأتي هذه المميزات في جانب الأهمية الإستراتيجية العسكرية والاقتصادية والتاريخية، وهي ضربة موجعة جديدة للانقلاب في اليمن؛ حيث تقطع الإمداد عن الحوثي وضرب التعزيزات المتواجدة وإعادة حفظ أمن الميناء وإعادة القريب من باب المندب والحفاظ على الأهمية التاريخية والأثرية.
وحققت قوات الشرعية والمقاومة الجنوبية وإسناد طيران وبوارج التحالف، إنجازات كبيرة خلال الأيام الماضية، حتى وضع نهاية لسلطة الانقلاب في مدينة وميناء المخا الإستراتيجي، وأعلن ذلك رسميًّا اليوم.
وتأتي أهمية تحرير المخا كونها مدينة مطلّة على البحر الأحمر، وفيها ميناء إستراتيجي منذ القدم ويعد من أقدم الموانئ على مستوى شبه الجزيرة العربية، وكان الميناء هو السوق الرئيس لتصدير القهوة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر.
وقد أخذت قهوة الموكا والموكاتشينو الاسمَ من هذا الميناء عقب ما كان أهم موانئ نقل القهوة "البن" للعالم في القرون الماضية، وقد تم الانتهاء من تشييد الميناء الجديد في عام 1978 بواسطة شركة هولندية، يبعد عن مدينة تعز بمسافة 96 كيلومترًا غربًا.
وقرب المخا من باب المندب المضيق الأهم في العالم، يعد معززًا للتفاخر والانتصار الذي حققته قوات التحالف والشرعية اليمنية، فأهمية باب المندب محدودة حتى حفر قناة السويس عام 1869 وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط. ومنذ ذلك الحين تحوّل باب المندب إلى أحد أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا، ولاسيما مع ازدياد توريدات النفط الخليجي إلى الأسواق العالمية.
ووفقًا لـ"رويترز" فإنه بعد بدء الانقلاب في اليمن، ارتفعت أسعار النفط العالمية أكثر من 5%، لتتراجع بعد ذلك مرة أخرى، لكن المخاوف حول سعي الحوثيين لفرض سيطرتهم على باب المندب وإغلاقه، قد تدفع بسعر النفط إلى الارتفاع في أية لحظة، علمًا بأن المضيق يشكل "هبة الحياة" بالنسبة لقناة السويس التي تدرّ على مصر ما يزيد على 5 مليارات دولار سنويًّا، وخاصة أن أكثر من 98% من السفن التي تدخل قناة السويس المصرية تمر عبر مضيق باب المندب؛ ويعد تحرير المخا للحفاظ على أمن الميناء وباب المندب إحدى النقاط الهامة في العملية العسكرية.
ويعد تحرير ميناء المخا ضربة قاصمة لميليشيات الحوثي وصالح باعتباره منفذ تهريب الأسلحة الإيرانية لهم من القرن الأفريقي، ويوقف تهديداتهم على طرق الملاحة الدوليّة.
ويأتي تحرير المخا نسفًا لمخطط الحوثي وصالح بتعزيز مواقعهم في ذوباب ومدينة المخا ومديرية موزع بالمقاتلين والصواريخ، بعدما باستهداف الملاحة الدولية في باب المندب، بينها، قصف سفينة نقل إماراتية، ومحاولة استهداف بارجة أمريكية.
ومدينة المخا القديمة تعتبر إحدى المدن التاريخية الهامة، وكانت تحتوى على العديد من المواقع الأثرية؛ حيث أتى على ذكرها الرحالة "نيبور" في يومياته التي سجلها عند زيارته للمدينة ما بين عامي "1762 - 1763م" بقوله: "إن المَخا مدينة مأهولة بالسكان ومسورة، بالإضافة إلى السور توجد أبراج للحراسة على طريق مَوْزع منتشرة بين المدينة وبير البليلي، وعلى البحر تطل قلعتان مزودتان بمدافع، وهما قلعة طيار، وقلعة "عبد الرب بن الشيخ الشاذلي"، وبعض البيوت داخل سور المدينة مبنية بالحجارة بطريقة جميلة مشابهة لطريقة بناء بيوت بير العزب في العاصمة صنعاء، أمَّا أكثر البيوت سواء داخل السور أم خارجه فإنها أكواخ مخروطية من العشش المبنية بالقش، وفي خارج المدينة تنتشر أشجار النخيل بكثرة، وبين هذه الأشجار توجد حدائق جميلة وكان يضم سور المدينة خمسة أبواب.