لا بد أن يعي هواة التفحيط أن إدارات المرور ستكون لهم بالمرصاد فيما يتعلق بالمتابعة والرصد والتوقيف والضبط، بمن فيهم المتجمهرون والمعززون، وتحويلهم لجهات الاختصاص للمحاكمة؛ لما يشكلونه من خطر فادح وجسيم على أنفسهم أولاً، والمجتمع والممتلكات، ويسببونه من إزعاج مستمر للسكان من المواطنين والمقيمين وسالكي الطريق، وما يسببونه لهم من خطورة بالغة؛ تستوجب الحزم والحد من سلوكيات كهذه مرفوضة، نهايتها الموت المحقق، ونزف الدماء للأبرياء من الآخرين، ممن لا ناقة لهم ولا جمل..!!
إنَّ النصيحة الحقيقية التي يمكن تقديمها لكل "مفحـط ومَن سار على دربه" هي أن عليه الكف عن مثل هذه الهوايات الخطرة والممارسات الخاطئة والأفعال المجنونة دون شك؛ وذلك لما فيها من تصرفات ونتائج مأساوية، لا يقرها عقل أو شرع أو منطق سليم، ولا تقبل بها أي ثقافة إنسانية وفكرية، فضلاً عن أنها تحمل مخالفات عديدة "قانونية واجتماعية وصحية وبيئية"..!!
نحن أمام واقع حقيقي بالغ الأسى والرفض فيما يتعلق بنظرة المجتمع لكل أشكال القيادة الخطرة للسيارات، وما تحمل من سلوك وتهور؛ وبالتالي فرضه على الناس من قِبل فئة عمرية، ترى في ممارسة التفحيط وسيلة لإرضاء الغرور، وانتشاء واهمًا دونما إدراك حقيقي وصادق وفهم أن المجتمع "كله" ينبذ ما يسمى بالتفحيط وما يندرج تحت مسمياته، سواء في الطرقات والميادين العامة والأماكن السكنية أو حتى في الأرض الفضاء؛ وأنه قد فاض به الكيل، ونفد صبره وهو يشاهد النهايات المأساوية وإزهاق الأنفس من وقت لآخر، وامتلاء أسرّة المستشفيات بالمقعدين وفاقدي الإدراك منذ سنين؛ بسبب هؤلاء الشباب للأسف..!!
كما أن عليه أيضًا هذا "المفحط أو ذاك" أن يعي أن المتابعة من الجميع ستظل في أعلى مستوياتها نتيجة ما يلحق بهم من مخاطر، وذلك عبر عمليات الإبلاغ والتتبع التي ستكون مستمرة لكل ما يعكر الصفو، ويجلب الخطر على الأرواح والممتلكات والأنفس الزكية؛ وذلك من أجل القضاء على مثل هذه الهوايات المزعجة، والتصرفات والاستعراضات القاتلة، وحوادث الدهس للمتجمهرين من المراهقين..!!
باختصار، إن على الشباب المفحطين قبل أن يفكروا في إفراغ شحناتهم الفكرية والنفسية المتمردة وطاقاتهم المهدرة أن يتذكروا دائمًا أن ما يقومون به سيظل عملاً منبوذًا من الجميع، وليعلموا أيضًا أنهم يجلبون الدموع والأحزان لوالديهم ومن يحبهم؛ وبالتالي بعد كل هذا أليس من الأجدر والأسلم والأنفع والأصلح والأمثل والأجمل أن يتركوا التفحيـط حفاظًا على أرواحهم وأرواح الآخرين من الناس، ورفقًا بأنفسهم ومشاعر والديهم؟.. وإلا فالنهايات لن تكون سوى القبر..!!