لم يستطع والد الشهيد الجندي أول نواف العتيبي؛ حبس عبراته وهو يروي لـ "سبق"، آخر تفاصيل حياة ابنه قبل أن تباغته رصاصات الغدر وهو يؤدي عمله في الدوريات الأمنية بحي الخضرية بالدمام؛ حيث رحل معه زميله رئيس رقباء موسى القبي؛ ذلك فيما يؤدي جموع المصلين الصلاة على "العتيبي"؛ عصر اليوم، في مسقط رأسه حائل، وسيوارى في الثرى هناك بعد وصول جثمانه أمس.
وقال والده محماس ضيف الله العتيبي؛ في حديث خاص لـ "سبق": "ابني نواف أكبر أبنائي من الذكور، وقد التحق بالقطاع العسكري قبل نحو ٦ أعوام، وعُيِّن بالدوريات الأمنية بالدمام، وظلّ يخدم دينه ووطنه، وحاول خلال خدمته النقل ولم يستطع".
وأضاف: "نحن نسكن في حائل، وابني نواف نشأ فيها مع إخوته وأخواته، ولله الحمد مشهود له بالخير من جميع زملائه، وكان باراً بي وبوالدته ومحبوباً بين أوساط عمله، وهذا ظهر خلال ما لمسناه من اتصالات ورسائل تعازٍ ومواساة".
وقال: "رحل نواف وترك طفله الصغير عيسى الذي رُزق به قبل ٦ أشهر"، مشيراً إلى أن زوجته حكت تفاصيل تلك الليلة عندما باشر عمله الساعة الـ ٦ من مغرب السبت، وبعدها بساعات جلب لها بعض الأغراض، ثم قال لها مع السلامة، وكانت تشعر أن أمراً ما سيحصل".
وبيّن والد الشهيد قائلاً: "بعدها بدأت زوجته تتصل به وهاتفه مغلق؛ ذلك على غير عادته عند تسلُّمه الدورية؛ لأنه لا يغلق هاتفه، وبعدها وصلنا نبأ استشهاده وتلقيناه بكل صبر واحتساب، ونقول رحمه الله وتقبّله".
وعن آخر موقف مازال يتذكره، قال: "أتذكر عندما ألحّ علينا أن نقضي لديه عيد الأضحى الأخير، وهاتفني وطلب مني ذلك، فاعتذرت منه لأن الدراسة بعد العيد مباشرة، والوقت ضيّق، فردّ قائلاً: "إذاً أنتظركم إجازة الربيع القادمة" ولكن الموت كان أسرع فأخذ ابني - رحمه الله - وأموات المسلمين أجمع".