والد شهيد الحزم السوداني يحكي قصة مكالمتين .. وداع وبشارة

قال لزوجته: "ولدك لن يعود إلا شهيدًا".. والحج خفف عنه ألم الفراق
والد شهيد الحزم السوداني يحكي قصة مكالمتين .. وداع وبشارة

حينما ودع الجندي السوداني "عباس حسين أشيقه"، والديه قبل عدة أشهر متوجهًا إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في عاصفة الحزم؛ أُلْقِيَ في روع والده أنَّ ولده لن يعود؛ فقال هامسًا لزوجته: "ولدك هذا لن يعود إلا شهيدًا".

وتفصيلًا: أعربت والدة الشهيد "عباس" وقتها عن استغرابها من قول زوجها، لكنها غادرته لأنها لا تريد أن تفكر في هذا الأمر فهو ولدها البكر ومن يقوم على رعاية الأسرة كلها، ويكفي أن يكون ابنها لكي تتجنب التفكير في هذا الموضوع.

ووصل "عباس" إلى الحد الجنوبي وبشر والديه بسلامة الوصول، وبعد مرور يومين أرسل لأهله مالًا وطلب منهم أن يدعوا له، ثم فارقهم على أن يتواصل معهم في وقت لاحق.

لم يكن يعلم "عباس" ولا أسرته أن تلك المكالمة كانت الأخيرة بينهم؛ ففي اليوم الثالث اغتالته يد الغدر من الحوثيين فسقط شهيدًا في ساحة الحرب.

وقع الخبر على والدته كالصاعقة فسقطت من وقفتها من هول ما سمعته، وتذكرت قول أبيه بأنه لن يعود إلا شهيدًا، وسألته: لماذا قال ذلك؟ فرد الأب المكلوم أيضًا قائلًا: "إنه إحساس الأب الذي لا يمكن أن يخيب".

بعد مرور سبعة أشهر من وفاته جاء اتصال سفارة المملكة في الخرطوم للوالد كبلسم خفف من ألم استشهاد ابنه؛ حينما أبلغوه بأنه سيحلُّ ضيفًا على خادم الحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج.

عرض الوالد الأمر على زوجته ودعاها إلى أن تذهب للحج لكنها رفضت الذهاب وفضلته على نفسها، وقالت: "أنت والده وأنت أحق أن تذهب، ولو قدر الله شيئًا في العام القادم سأذهب أنا".

يقول والده: "كان الابن البكر لنا وكان بارًّا بنا، وقد رفض أن يتزوج حتى ينتهي إخوانه من الدراسة".


وأعرب والد الشهيد عن عظيم شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هذه الاستضافة الكريمة، وقال: "أسأل الله العظيم أن ينصر المملكة على أعدائها فهي بلد الحرمين وحق على كل مسلم أن يدافع عنها".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org