أكد لـ"سبق" الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في القمة العربية أخيرًا إلى إعادة هيكلة الجامعة العربية وتطويرها نقطة مهمة تدل على التزام دول مجلس التعاون الخليجي تجاه الجامعة العربية وأهمية الجامعة متطورة وتساير كل الخطوات التي نشهدها في التجمعات الأخرى في العالم واصفًا الدعوة بأنها مصدر تفاؤل وتبشر بالخير وتجعلنا متفائلين بجامعتنا العربية.
وقال لـ"سبق" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس عقب اجتماع الدورة الـ 142 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني تعليقًا على دعوة خادم الحرمين الشريفين لإصلاح الجامعة العربية:
" استمعنا إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله إلى تطوير الجامعة العربية في خطابه يوم أول أمس في عمان وهذا شيء طبيعي يدل على التزامنا تجاه الجامعة العربية وأهميتها وأن تبقى متطورة وتساير كل الخطوات التي نشهدها في التجمعات الأخرى في العالم.
وأضاف: هذا يُبين أن الجامعة ستكون في اتجاه التغيير وطريق التطوير ولدينا أمين عام جديد للجامعة العربية الدكتور أحمد أبو الغيط ولدينا أفكار جديدة من جميع الدول وهذا الرأي الذي نسمعه من خادم الحرمين الشريفين يؤكد أن المملكة العربية السعودية بمكانتها وثقلها السياسي الكبير في المنطقة ستدعم هذا التوجه وهذا شيء يبشر بالخير ومبعث تفاؤل وإن شاء الله سنكون متفائلين بجامعاتنا العربية ."
كما أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين في رده على الصحفيين في المؤتمر أن إصلاح العلاقات مع إيران ووضعها على الطريق الصحيح لن تتم إلا بتغيير إيران موقفها في عددٍ من الأمور التي تتعلق بالمنطقة في محاربة الإرهاب والتدخل في الدول العربية وفي مملكة البحرين أو العديد من دول المنطقة الشقيقة وعدم دعم الجماعات الإرهابية التابعة لها .
وقال: هناك اختلاف كبير في المواقف فنحن لا نغلق الأبواب ولا يمكن إغلاقها أمام أحد فهي تظل دولة جارة لنا ومهمة ونسعى أن تكون العلاقة أفضل لكن أمامنا أمور كثيرة يجب أن نحققها وإن شاء الله نتمكن من تجاوزها.
وأضاف: فيما يتعلق بالموقف الإيراني فما زال في مراحل أولية وهناك بعض الآراء التي سمعناها وآراء ليست عميقة جدًا وليست مباشرة في بعض الموضوعات بين الجانبين لكن نحن لا نغلق الباب وسنرفع تقريرًا في هذا الشأن لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع القادم, ونتمنى من إيران أن تمد يدها إلى المنطقة ونرى تجاوبًا منها في أمور عدة خصوصًا عدم تدخلاتها في دول المنطقة .
واستطرد يقول: "فيما يتعلق بجماعة الحوثي نحن هدفنا في اليمن هو الوصول إلى حل يمني خالص يحققه أهل اليمن لصالح بلدهم بدعم من دول مجلس التعاون المتمثل في دعمنا للحكومة الشرعية في اليمن , وجماعة الحوثي هم يمنيون في الأساس لكن ارتباطهم بالخارج وتلقيهم الدعم من إيران فهذه هي المسألة الرئيسة التي نحن نعترض عليها ونحاول أن نعالجها ."
وأشار إلى أنه يجب ألا يكون في اليمن أي تدخل خارجي وهذا موقف بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي موقف حيوي بأساسه لا نتراجع عنه أما أهل اليمن إذا رأوا أنهم يجتمعون على شأنهم ومصلحتهم بنظرة وطنية خالصة من دون تدخل خارجي فأهلاً وسهلاً بهم جميعًا.
وفي رد لوزير الخارجية البحريني على سؤال عن محاولة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالتفاوض مع المملكة العربية السعودية بشكل مباشر, وكذلك موقف دول الخليج من محاربة داعش خصوصًا في العراق , قال: "فيما يتعلق بالتواصل مع الرئيس المخلوع علي صالح لم يتم بحثه أو أي طرح جديد نحن ملتزمون بالمرجعيات والمبادرة الخليجية وكل قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن ونتمنى من الجميع أن يلتزموا بها ولسنا بصدد تغيير أي شيء هناك والالتزام القائم بيننا وبين الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .
أما فيما يتعلق بمحاربة داعش في العراق فنحن نقف مع العراق في حربه ضد الإرهاب وفي تحرير أراضيه من سيطرة الجماعات الإرهابية ونتمنى للعراق أن يستقر "وحسب ما فهمنا من وزير الخارجية عادل الجبير أن العلاقة بين السعودية والعراق هي علاقة تهم البلدين في مختلف الجوانب وعقدت اجتماعات آخرها أول أمس بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ودولة رئيس وزراء العراق في عمان وهذا الشيء هو اتجاه في الطريق الصحيح ، مؤكدًا أن العراق دولة عربية ويجب أن تعود بالكامل إلى حاضنتها العربية وعلاقاتها العربية ومجالها العربي وهويتها الكاملة من دون أي تدخل خارجي.
وفي سؤال عن عدم المقاطعة الاقتصادية لإيران على الرغم من جميع ممارساتها في دول الخليج أجاب سمو وزير الخارجية البحريني بقوله : يجب أن نضع في الحسبان أن إيران دولة جارة وفيها شعب وبيننا وبينها علاقة تتجاوز الخلافات الموجودة حاليًا.
وتابع: لكن كل شيء محسوب وكل شيء في وقته لكن لحد الآن نحن في مملكة البحرين ليس لدينا علاقات دبلوماسية مع إيران كما في المملكة العربية السعودية, وهناك من أبقى العلاقات وخفضها فهذا شيء مفهوم لكن في النهاية يجب أن نرسل الرسائل الصحيحة أننا نسعى إلى علاقات أفضل وأن إيران يجب أن تنهي احتلالها للجزر الإماراتية, هذا الموقف لم نتغير عنه ويجب أن ينتهي هذا الاحتلال وبالطرق السلمية عن طريق التفاوض المباشر أو محكمة العدل الدولية وموقفنا واضح ويؤكد أن توجهنا سلمي في هذا الشأن.
وحول البعثات الدبلوماسية لإيران وتدخل حكومة إيران بالشأن العربي والخليجي وعدم تصنيف المنظمات التابعة لها بمنظمات إرهابية أوضح وزير خارجية البحريني أن هذه المسائل في العلاقات في الدول ليست فيها استفتاءات، والاستفتاء آلية في كل دولة تتعلق بموضوعات داخلية في الدول وأن السبب الرئيس هو تدخلات إيران في الدول العربية.
واستدرك بالقول: لكن لكل فعل رد فعل، كل شيء نحن نوقف معه وكل شيء محسوب في هذه العلاقة لأن الانفلات في مسألة التعامل مع الملفات ومع الأشخاص ليس مفيدًا ويجب أن نتعامل مع كل الموضوعات بحسب الحد الذي نوقف عنده، متمنيًا أن نتمكن من كبح جماح أو هزيمة كل هذه المنظمات التي تتبع إيران وتعيث فسادًا في المنطقة إن كان في العراق أو في لبنان أو في سوريا أو في كل بلداننا، وهذا أحد أهم الموضوعات التي نحن نتابعها في المنطقة لنواجهها مواجهة كاملة و أن نوقفها عند حدها.