لقي مواطن خمسيني مصرعه عقب نشوب سيارته في "سبخة القصب" بمحافظة شقراء، والتي أصبحت مصيدة للمركبات القادم أصحابها من خارج المنطقة لجهلهم بخطورتها؛ ما حدا بإدارة الدفاع المدني في وقت سابق للمطالبة بإحاطتها بسياج حفظًا للأرواح والممتلكات.
وكان أحد المواطنين بالقصب عثر على سيارة من نوع "هونداي" عالقة في الأرض الطينية بالقرب من مملحة القصب، فتوجه لها للمساعدة، ليفاجأ بوجود جثة رجل متعفنة بجوارها، وعلى الفور أبلغ الجهات الأمنية.
وفي الحال حضر رجال الشرطة وباشروا الحادثة، كما حضرت البلدية لانتشال الجثمان من الموقع، إلا أن سيارة البلدية علقت في الأرض الطينية؛ ما جعل آليات الدفاع المدني تخرج سيارة البلدية وسيارة المتوفى من "السبخة".
وبعد التحقق من شخصية المتوفى -رحمه الله- تبين أنه مواطن يبلغ 55 عامًا، ويسكن مدينة الرياض، وقد استأجر سيارة من إحدى الشركات للقدوم للقصب حيث إن إحدى زوجاته تقيم فيها عند والدها وإخوتها برفقة أولاده الأربعة.
كما اتضح من الآثار أن المتوفى سار على قدميه بعد نشوب سيارته باتجاه طريق القصب- الرياض، ما يقارب من 500 متر، قبل أن يعود لسيارته العالقة في "السبخة" ويتوفى بجوارها، تغمده الله بواسع رحمته.
وعلى الرغم من أن العلامات تشير إلى وفاته قبل يومين أو ثلاثة، إلا أن أقاربه لم ينتبهوا لوفاته لأن لديه أكثر من بيت، وتوقع كل بيت أنه في البيت الآخر.
وتكمن خطورة "سبخة القصب" في أنها أرض طينية توهم الذي لا يعرف طبيعتها أنها أرض قوية من خلال قشرتها الظاهرية، بينما الواقع أن القشرة الظاهرية غير سميكة، وتخفي تحتها الماء والوحل؛ مما يجعلها مصيدة للمركبات، ولاسيما للقادمين من خارج المنطقة الذين لا يعرفون خطورتها.
وناشد عددٌ من المواطنين بوضع حل لخطورة السبخة من خلال وضع "عقم ترابي" حولها، وعمل فتحات في العقم لمرور السيول، ووضع لوحات إرشادية حول العقم وفتحاته، مؤكدين أن اللوحات الإرشادية التي عملتها البلدية منذ فترة قليلة ولا تمنع خطورتها.
وفي الصدد نفسه، علمت "سبق" أن إدارة الدفاع المدني خاطبت، في وقت سابق، بلدية القصب بضرورة وضع حل لخطورة "السبخة" من خلال وضع سياج حولها وعمل لوحات إرشادية لتوعية قائدي المركبات بخطورتها.