"سُقيا مكة" تاريخ حافل منذ فجر الإسلام وحتى الآن لخدمة زوار بيت الله الحرام

عين زبيدة أضخم مشروع سُقيا في التاريخ.. وشباب المملكة أروع مثل للخير
"سُقيا مكة" تاريخ حافل منذ فجر الإسلام وحتى الآن لخدمة زوار بيت الله الحرام
 خالد خليل- سبق: في هذا الشهر الكريم بمكة تجد روحانية عظيمة ومميزة ومشهداً فريداً ومظاهر لا توجد في أي مكان بالعالم، الجميع يتسارع من أجل أن يثقل ميزان حسناته في شهر مليء بالخيرات والنفحات، تلك هي الفرصة التي يغتنمها الكثيرون من أهل مكة وزوارها في تقديم الخدمات للصائمين من المعتمرين لبيت الله الحرام.
  يعمل هؤلاء على "السقيا" والتي كانت قديماً هي اسم لبئر يملكه الصحابي سعد بن أبي وقاص، ثم يقسم أهل مكة بشبابها التطوعي إلى فرق ومجموعات، تسعى لخدمة المعتمرين من زوار بيت الله الحرام في هذا الشهر الكريم، عبر تقديم الماء والعصائر على موائد الإفطار.
 
 سقيا مكة القديمة 
اشتهرت مكة المكرمة بـ"السقيا" منذ عقود قديمة، لما يقوم به أهلها من توزيع المياه على الصائمين بمكة في شهر رمضان الكريم كعمل خيري، حيث يتسارع البعض ليطفئ ظمأ الصائم وليثقل ميزان حسناته في شهر البركات، والسقيا هي ليس اسماً يطلق على من يوزعون الماء فقط، بل السقيا هي اسم لبئر كان ملكاً للصحابي سعد بن أبي وقاص، توضأ منه النبي واستعذب واستسقى وشرب منه، وقد دُفنت بئر السقيا ولم يبق لها أثر أما الآن فكلمة سقيا تطلق على كل منبع مياه يستفيد منها الصائمون من معتمري بيت الله الحرام .
 
سقيا عين زبيدة
تعد  منطقة " عين زبيدة" من الأماكن التاريخية الهامة في العاصمة المقدسة والتي ترجع آثارها إلى آلاف السنين حتى يومنا هذا، ويرجع اسم هذا المكان أيضا إلى "زبيدة أمة العزيز بنت جعفر بن المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد"، كما أن عين زبيدة مكان يمتد من أعالي جبال الكر بوادي نعمان بالقرب من الطائف حتى مكة.
ويعد هذا المكان مشروعاً مائياً عملاقاً كان له الأثر الكبير في سقيا أهالي مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام بالمياه العذبة، وذلك عندما علمت "زبيدة" حاجة مكة إلى المياه نتيجة ما عانت منه من جفاف فى مياه الآبار وقلة الإمكانات والأيدي الهندسية الماهرة، استطاعت بجهود العاملين في سحب المياه عبر تلك المسافة الطويلة التي تمتد لمئات الكيلومترات وعبر مرتفعات ومنخفضات جبلية وأودية وصحاري لعمل مناسيب منسابة لمجرى العين والخرزات والقنوات بالحجر والجص، حتى وصلت المياه إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، مروراً بمناطق المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة، ولا تزال آثار القنوات المائية والخرازات قائمة إلى اليوم في سفوح الجبال وكأنه قد تم عملها بالأمس.
 
سقيا زمزم
أما عن سقيا زمزم فهي الأولى في توزيع المياه على الصائمين داخل مكة المكرمة، وتعمل إدارة سقيا زمزم بجهود متطوعيها على توفير أكثر من 22 ألف حافظة لـ ماء زمزم المبرد والغير مبرد، موزعة على الصائمين بمختلف المواقع في المسجد الحرام، قابلة للزيادة إذا دعت الحاجة إلى ذلك كما يتم توفير أكثر من 120 مشربية رخامية بها أكثر 1445صنبورًا.
 
كما تعمل إدارة سقيا زمزم على تهيئة وتجهيز السقاية داخل المسجد الحرام، وعمل جولات ميدانية على مواقع ومجمعات الشرب، للتأكد من جاهزيتها باستمرار، مع المحافظة على نظافة تلك الحافظات والإشراف على العمالة التي تتولى تعبئة الحافظات، وتوزيع الكاسات الجديدة وسحب الكاسات القديمة أولاً بأول وغيرها من الأعمال.
إلى ما سبق تعمل إدارة سقيا زمزم على توزيع مياه للصائمين تجنباً أيضا لحملها أكياساً أو عبوات بلاستيكية يتناثر منها الماء على أرضيات المسجد الحرام وساحاته فيؤدي إلى انزلاقات تؤذي زوار المسجد الحرام ، فضلاً عن هدر الماء المبارك.
 
توزيع السقيا على الصائمين بمكة
يتضمن مشروع سقيا الصائمين مجموعة من الأفراد يطلق عليهم "الكشافة"، يقومون في شهر رمضان من كل عام على  توزيع آلاف الوجبات للصائمين القادمين من جدة عند مدخل مكة المكرمة، وهي المنطقة التي تشهد ازدحاماً من زائري بيت الله الحرام من المصلين والمعتمرين وذلك قبيل آذان المغرب.
 
فيما يُعرف أن كشافة مكة دأبت ومنذ أعوام على تنفيذ مشروع السقيا على مرحلتين الأولى ليلة السابع والعشرين، والمرحلة الثانية ليلة التاسع والعشرين، وتوزع آلاف الوجبات التي تتكون من عبوات ماء ولبن وتمر وغيرها، ويأتي هذا المشروع ضمن برامج المركز الكشفي الرمضاني الذي يشارك فيه كل عام أكثر من 300 كشاف وقائد، يساهمون مع كل من شرطة الحرم المكي الشريف، ووزارة الصحة من خلال المراكز الصحية المنتشرة في أرجاء المسجد الحرام وفي قسم الطوارئ بأبراج الصفوة وغيرها، في توزيع المياه على الصائمين من معتمري بيت الله الحرام .
 
وفي نفس السياق تطلق الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالشراكة مع مشروع تعظيم البلد الحرام وبإشراف من لجنة السقاية والرفادة، بمبادرة توزيع سقيا ماء زمزم المعبأة في عبوات صغيرة، وتوزيعها على سُفر إفطار الصائمين في الساحات الخارجية للمسجد الحرام، بمساعدة مجموعة من شباب مكة المكرمة طيلة أيام شهر رمضان الكريم .
 
كما يتم توزيع مليوني عبوة من مبرة خادم الحرمين الشريفين لسقيا المعتمرين في كل عام، وخلال موسم الحج، إلي جانب توزيع عشرة آلاف عبوة من سقيا هدية الحاج والمعتمر، يومياً طوال العام بمكة المكرمة.
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org