لم تقتصر الزيارة التاريخية لجلالة سلطان عمان مؤخرًا إلى المملكة العربية السعودية، على ترك أصداء كبيرة في المسار السياسي فحسب؛ بل كان لها وجه لا يقل إشراقًا وبهجة تعكس عمق التلاحم بين الشعبين السعودي والعماني.
ولعل من أبرز الأمثلة وأكثرها عفوية وحضورًا ويمكن الاستشهاد به، ذلك التفاعل المذهل بين مواطني الشعبين على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا في التعليقات المتبادلة التي تزامنت مع الزيارة، وتلك التي صاحبت المحتوى الإعلامي الرسمي وغير الرسمي.
هذا التفاعل لم يقتصر على تبادل المشاعر الإيجابية والاعتزاز بقيادة البلدين؛ بل تخطى إلى جوانب إنسانية ظريفة وعميقة ولها دلالاتها التي تؤكد عمق الصلة ورسوخ المحبة والأخوة.
وفي سياق الشواهد يمكن الإشارة إلى المحتوى المتميز لـ(مركز التواصل الحكومي) السعودي الذي ضخ محتوى نوعيًّا تَوزع ما بين الرسمية وإبراز عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين تاريخيًّا ومجتمعيًّا وحضاريًّا، والتي حظيت بمئات الآلاف من المشاهدات من مواطني البلدين وغيرهم.
ولعل في مقدمة الجوانب اللافتة التي أوردها المركز وحظيت بإعجاب كبير، قصة صديقين (سعودي وعماني) جمعتهما هواية المراسلة عبر مجلة ماجد ليجمعهما -تزامنًا مع الزيارة- اللقاء بعد 30 عامًا من أول مراسلة عبر المجلة الشهيرة.
هذه القصة وغيرها أفسحت المجال أمام المغردين من البلدين ليتم استدعاء العديد من الجوانب المشابهة وسردها بطريقة عفوية وجميلة، وأيضًا لتأتي الإشادات بشكل المحتوى وطريقة طرح القصة بكل احترافية؛ حيث وصف أحد المغردين من عمان الشقيقة أن (السعودية إعلاميًّا تعيش في 2050م)؛ فيما عبرت إحدى المغردات بوصف المحتوى بأنه يأتي في سياق جميل وكنموذج مميز في إنسانية الإعلام الحكومي، وعبّر ثالث عن أمنيته أن يتم التعلم من كيفية إدارة السعوديين لحساباتهم الحكومية.
وفي محتوى آخر ربط بين السعوديين وما تختزله ذاكرتهم عن عمان، متطرقًا لجوانب من عمق الحياة والتقاليد المجتمعية والسياحة وهو ما قوبل أيضًا بعاصفة إعجاب من جمهور المغردين من البلدين وخصوصًا من الأشقاء العمانيين، الذين بادر بعضهم -في المقابل- باستذكار ما يعيش في ذاكرتهم ووجدانهم عن المملكة العربية السعودية مثل الحرمين الشريفين والآثار النبوية والبطولات الإسلامية الخالدة.
أيضًا يمكن الإشارة في هذا الصدد لمحطات نفّذها (التواصل الحكومي) في حِرَفية حقيقة مثل سرد يوميات لأطباء عمانيين في التخصصي تحت عنوان "إحنا شعبين في دولة واحدة"، وهو ما استدعى أيضًا مشاعر فياضة من الأشقاء في عمان؛ معتبرًا أن الإعلام يمكنه أن يقدم ما هو أكثر من نقل الأخبار بكثير.
هذه القصة التي خلقها (التواصل الحكومي) وكان جزءًا منها بطريقة ما، والتي حققت قرابة 8 ملايين وصول؛ لم تفوّت التقاطات ربما لم يكن هناك اتصال مباشر من حيث التزامن مع الحدث؛ غير أنها كانت رسالة وشواهد تعمق روح المحبة بين الأشقاء من مواطني البلدين الشقيقين، وهو ما حَظِيَ أيضًا بتقدير كبير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فمنهم من اعتبره ترجمة للقوة الناعمة على أرض الواقع ومنهم من رآه إبداعًا حقيقيًّا؛ غير أن الجميع اتفق على أنها "مواد تبث روح الأخوة، وعبّرت عما يكنه الشعبان الشقيقان لبعضهما".
اللافت أيضًا -وفقًا لمغردين عمانيين- إشادتهم بما وصفوه بالتغذية البصرية؛ لما تضمنه المحتوى من وسائط متنوعة فوصفها بعضهم بـ"أعمال بسيطة ورائعة"، ووصف آخرون (الإنفوجرافيك) بأنه تجاوز إلى مرحلة التغذية البصرية"، وأن التصاميم "تخطف القلوب"؛ فيما قال مغرد عماني: "هذه تسمى صنعة المستقبل، صناعة محتوى يتناسب مع الأهداف وتنوعه، فيسهم في تعزيز وصول أكبر".