أشاد رئيس مجلس علماء باكستان طاهر محمود أشرفي بنجاح موسم الحج لهذا العام 1442 ، معرباً عن خالص شكره وتقديره وامتنانه واعتزازه بالجهود الكبيرة والقرارات الحكيمة والخطة الشاملة التي اعتمدتها المملكة العربية السعودية لتنظيم أعمال موسم الحج الناجح لهذا العام 1442 هـ .
وأكد أشرفي أن شعوب الأمة العربية والإسلامية يتابعون بكل فخر واعتزاز التوجيهات الحكيمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنظيم شؤون الحج والحجاج وحرصه على تعزيز أمنهم وسلامتهم، وهي بلا شك قرارات مباركة ومسددة تم تنفيذها بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي يحرص على نجاح مواسم الحج الماضية وموسم هذا العام بشكل خاص نظراً للظروف بالغة الصعوبة والتعقيد وما يصاحبها من مخاطر حول تفشي جائحة كورونا كوفيد 19 على مستوى العالم.
وتابع: لاشك أن حج هذا العام 1442 يعتبر موسماً استثنائياً غير عادي وغير مألوف بالتزامن مع سرعة انتشار وباء كورونا والتحورات التي سببت قلقاً شديداً في جميع دول العالم وأحدثت كثيراً من الصعوبات والخسائر البشرية والاقتصادية والانهيارات النفسية والبيئية والتهديدات والمخاطر الإنسانية وعطلت بشكل مباشر خطط التنمية والبناء والازدهار في معظم الدول وتسببت في إحداث الشلل الكامل والجزئي في معظم الدول والمؤسسات والمنظمات والقطاعات والأصعدة والمجالات بمختلف دول العالم.
وقال : بتوفيق الله تعالى ثم بحكمة القيادة الرشيدة تمكنت المملكة العربية السعودية من التعامل مع جائحة كورونا بكل جدارة وقوة إدارة وحسن الإرادة والعلم والمعرفة وحاصرت الوباء باستخدام خطة عمل وقائية وبرنامج طبي شامل واتخاذ الإجراءات الاحترازية الحازمة والضرورية المتكاملة للحد من انتشار الوباء والسيطرة على آثاره المدمرة والحد من انتشاره داخل المملكة ومنع انتقاله من خارجها للداخل ومن داخلها للخارج عبر منظومة طبية شاملة ساهمت في السيطرة على الوضع وهو ما شاهدناه يتحقق على أرض الواقع ، مشيراً إلى أن جميع دول وشعوب العالم تأثرت بالوباء والكل يتابع تطورات الأحداث والجميع يشيدون بجهود المملكة العربية السعودية ويشكرون قيادتها ويثمنون عنايتهم بتطوير منظومة خدمات الحج والعمرة والزيارة المستمرة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى ومازالت مسيرة التطوير متواصلة لخدمة الإسلام والمسلمين والعناية بشؤون الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين مستمرة ومتنامية حتى اليوم في هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ، وأصبحت خدمة ضيوف الرحمن واقعاً ملموساً وجهوداً ملموسة يشاهدها الجميع على مدار 24 ساعة من خلال وسائل الإعلام والإعلان والتواصل الاجتماعي ولا يمكن تجاهل جهود المملكة إطلاقاً وهي محل التقدير من كافة شعوب الأمة الإسلامية وأصبحت مدرسة عالمية في منظومة التعامل مع الحشود.
وأضاف أشرفي: لاشك بأن القرارات السعودية مدروسة بعناية وخاصة ما يرتبط منها بمواجهة وباء كورونا كوفيد 19 المستجد وهي قرارات صائبة حققت بفضل الله تعالى النجاح المأمول وحظيت بعناية القيادة السعودية الرشيدة وتم تنفيذها بدقة متناهية بما يتوافق مع مقاصد الشريعة وحظيت بتأييد كبار علماء المملكة والعلماء من مختلف دول العالم العربي والإسلامي الذين يثقون في المملكة وقيادتها ويؤيدون قراراتها للعناية بالحج والحجاج انطلاقاً من مسؤوليتها الكبيرة تجاه خدمة الحرمين الشريفين وعنايتها بالحجاج والمعتمرين والزوار وسعيها للمحافظة على سلامة وصحة وراحة ضيوف الرحمن وأمنهم واستقرارهم.
وبين أنه خلال موسم هذا العام كعادتها كلفت القيادة السعودية فريق عمل من الخبراء واللجان الشرعية والإدارية والهندسية والتقنية والفنية والطبية والأمنية والاستشارية ومجموعة كبيرة من المتخصصين في جميع المجالات لتعزيز أعلى مواصفات الحج المبرور وتحقيق متطلبات الحجاج وهو مطلب شرعي وهدف أساسي يسعى الجميع لتحقيقه وتعمل جميع القطاعات المشاركة في تنفيذ خطة الحج لتطبيق أعلى درجات الوقاية والحماية الطبية والأمنية لحفظ أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام وحمايتهم من الأخطار التي قد تنتج من الاختلاط والتجمعات والتزاحم والحشود والانتقال بين الحجاج داخل مساكنهم ووسائل النقل وأثناء تواجدهم في المشاعر المقدسة ، وركزت المملكة على تعزيز وسائل المحافظة على صحة الإنسان وعدم تعريضه لأسباب انتقال الوباء بشكل مباشر أو غير مباشر وهي من أهم مقاصد الشريعة التي تحث على حفظ النفس.
وأكمل: المملكة العربية السعودية دولة عظيمة لها مكانتها العالية بين دول العالم وقد وفق الله تعالى قيادتها لخدمة الحرمين الشريفين واعانهم ومكنهم من حسن التنظيم والإدارة والتخطيط والمتابعة لضمان أمن وسلامة المسلمين بشكل عام وقاصدي البيت العتيق على وجه الخصوص ، ولاشك بأن جائحة كورونا كوفيد 19 وباء خطير هدد حياة الإنسان وينتقل عبر التجمعات البشرية والاختلاط بين الجموع بشكل سريع ويمكن أن يصبح وباء فتاكاً ينتشر بين الحجاج ثم ينتقل من خلالهم لبلدانهم ، وهذه هي أهم الأسباب التي جعلت المملكة وقيادتها تعتمد القرارات الصائبة باقتصار حج هذا العام 1442 على عدد 60,000 حاج من المقيمين داخل المملكة وتم اختيارهم بعناية وهم يمثلون 150 جنسية مختلفة تنطبق عليهم مواصفات علمية طبية مدروسة مرتبطة بشروط خاصة تعزز سلامة الحج والحجاج فموسم الحج لهذا العام موسم استثنائي بالتزامن مع هذا الوباء الفتاك المهدد لحياة الإنسان في جميع دول العالم ، ومن هذا المنطلق نحن نؤيد جميع القرارات السعودية التي تعكس حرص المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن وإقامة مناسك وشعيرة الحج بكل يسر وسهولة وخلو الحج من الصعوبات والمخاطر والأوبئة وتقديم أفضل وأكمل وأشمل الخدمات والرعاية الشاملة والعناية بالحجاج والمعتمرين منذ وصولهم للمملكة وحتى مغادرتهم لبلادهم تحفهم عناية الله تعالى ثم الرعاية الكريمة والخدمات المتواصلة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ، مؤكداً أن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - ، لا يمكن حصرها وهي خدمات كبيرة وعظيمة غنية عن التعريف وهي تعكس الصورة المشرقة عن الإسلام وتعزز مكانة المسلمين وهي غير خافية عن الوصف والتعريف ، وما تقدمه المملكة وقيادتها لخدمة ضيوف الرحمن والعناية بالحجاج طوال السنوات الماضية معلوم ومعروف ومدون في سجلات التاريخ بمداد من ذهب ، ولا شك بأن حرص المملكة وقيادتها على أمن الحجاج وسلامتهم خلال موسم هذا العام كان واضحاً للجميع بحكم أنه موسم حج استثنائي تم التعامل معه بشكل مختلف وإجراءات استثنائية مبنية على توصيات ومعلومات وأبحاث علمية وموافقات من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وتأييد من كبار العلماء من مختلف دول العالم بما يعزز المصالح التي تحقق أمن وسلامة الحجاج والمعتمرين بشكل خاص وهو هدف رئيسي مهم بالنسبة للقيادة السعودية التي تحترم وتقدر وتلتزم بالرأي الشرعي وتتقيد برأي العلماء في جميع قراراتها منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومازالت حتى اليوم تسير على هذا النهج الصائب ، ولا يمكننا تجاهل الدور الكبير الذي تقوم كافة القطاعات الحكومية والأهلية والوزارات والمؤسسات المكلفة بخدمة الحجاج من خلال توجيهات القيادة السعودية التي تركز على أهمية توفير الأمن والسلامة لضيوف الرحمن ضمن أولويات واستراتيجيات التعامل مع موسم هذا العام الاستثنائي ، الذي يحتاج لمواصفات خاصة وإجراءات احترازية دقيقة يجب توفيرها وتطبيقها واعتمادها وإلزام الجميع بالتقيد بها لتعزيز التحصينات والحماية الوقائية داخل سكن الحجاج وضمن شروط تأمين الإعاشة وداخل وسائل المواصلات بأنواعها مع الحرص على تسخير وسائل الاتصالات وتقنية لتبادل المعلومات وتطوير الخدمات.