تستمر مسيرة الحكايات حول العالم، لتكشف لنا عن جزاء الخيانة بعد اتفاق الذئاب والكلاب، ولماذا طالب ثعلب بقية الثعالب بقطع ذيولها؟ وما مصير الماعز مع الثعلب في بئر الماء.
وفي كتاب "حكايات أيسوب" قصص للصغار والكبار من عالم الحيوانات، تقدم الحكي والتسلية وتنتهي القصة بالدرس أو الموعظة الأخلاقية، القصص قدمها الكاتب اليوناني " ايسوب " الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، وقيل أنه كان عبدا ثم تم عتق، وقام الكاتب المصري إمام عبد الفتاح إمام بترجمة كتاب "حكايات أيسوب".
جزاء خيانة الكلاب
اجتمعت الذئاب بالكلاب مرة، وقالت لها: " أنت أيتها الكلاب مثلنا تماما ومن فصيلتنا، فلم لا نتفاهم بعضنا مع بعض كما يتفاهم الإخوة ؟ " وأضافت الذئاب " ليس هناك فرق بيننا إلا في طريقة التفكير، فنحن الذئاب نعيش أحرارا، أما أنتم أيها الكلاب فإنكم تتذللون لأصحابكم كالعبيد، وتتركونهم يضربونكم ، ويضعون الطوق حول رقابكم، ثم بعد ذلك كله تحرسون لهم قطعان أغنامهم، وعندما يأكلون لا يلقون إليكم إلا العظم فحسب".
وفي النهاية قالت الذئاب: " اسمعوا نصيحتنا واتركوا لنا قطيع الخراف تماما، وسوف نقتسمه فيما بيننا ونلتهم منه كما نشاء".
واستمعت الكلاب إلى هذا الاقتراح، ووافقت عليه، غير أن الذئاب ما إن دخلت حظيرة الخراف، حتى قامت بقتل الكلاب أولا، قبل أن تلتهم شيئا من القطيع.
وعن المغزى الأخلاقي لهذه الحكاية، تقول " حكايات أيسوب": " ذلك جزاء الخيانة ومثله كل من يخون وطنه".
*حكاية الثعلب الذي فقد ذيله
ذات يوم فقد الثعلب ذيله في مصيدة كان قد أعدها أحد الصيادين، لكنه نجا منها بأعجوبة وإن خسر جزءا منه، هو ذيله.
كان الثعلب حزينا غاية الحزن لأن شكله الجديد جعله يشعر بالخزي والعار، حتى اعتقد أن الحياة ليست جديرة بأن يحياها على هذا النحو.
ثم خطرت على ذهنه فكرة جميلة لا تجعل منظره مضحكا بين أقرانه، وهو أن يقنع الثعالب الأخرى أن تقطع ذيلها.
قام الثعلب بجمع الثعالب جميعا وراح يخطب فيهم بضرورة التخلص من الذيل، وأنه بدأ بنفسه، أولا لأن الذيل زيادة لا لزوم لها، وثانيا لأنه عبء يحمله الثعلب في غدوه ورواحه، وثالثا لأن منظر الثعلب بلا ذيل أكثر جمالا وأشد رشاقة.
ولكن ثعلبا أشد من الخطيب دهاء قال: " كلا يا صديقي! أنت لا تقدم إلينا هذه النصيحة إلا لأن ذلك يناسب شكلك الخاص".
المغزى الأخلاقي: هذه الحكاية تهزأ وتسخر من أولئك الذين يقدمون النصيحة لا خالصة لوجه الله، بل بدافع مصلحتهم الشخصية.
*حكاية الثعلب والعنزة
سقط ثعلب في بئر ماء ولم يستطع أن يخرج منها، وجاءت ماعزة يقتلها الظمأ، فسألت الثعلب: هل هذه المياه صالحة للشراب ؟
قفز الثعلب عند هذه الفرصة وتغنى بمدح الماء بكل ما أوتي من فصاحة وهو يحث الماعزة أن تهبط إليه.
كانت الماعزة ظامئة لدرجة لم تجعلها تفكر إلا في أن تروي هذا الظمأ، فألقت بنفسها في الماء، ثم بدأ الإثنان يفكران كيف يخرجان من هذا البئر.
قال الثعلب: عندي فكرة جيدة لو كانت لديك الرغبة في فعل شيء يساعدنا معا، ضعي قوائمك الأمامية على الحائط وأرفعي القرنين إلى أعلى في وضع مستقيم، عنئذ أستطيع أن أخرج أنا ثم أجذبك بعد ذلك.
سعدت الماعزة بالفكرة، واستسلمت لها، وبدأ الثعلب يتسلق بخفة فوق ظهر الماعزة وكتفها ممسكا بالقرنين إلى أن صعد إلى حافة البئر، ثم بدأ ينسل هاربا.
احتجت الماعزة لأنه خرق الإتفاق، فعاد الثعلب يقول لها: " في ذقنك شعيرات أكثر بكثير من المخ في رأسك، وإلا لكنت فكرت قبل أن تهبطي إلى الماء، كيف ستخرجين منه".
المغزى الأخلاقي: " الرجل العاقل لا يمكن أبدا أن يشرع في أمر، إلا إذا عرف بوضوح تام ماذا تكون نهايته".