كشفت دراسة جديدة أن الأماكن ذات درجات الحرارة الدافئة التي تتعرّض إلى ساعات طويلة من ضوء الشمس، مثل البلدان القريبة من خط الاستواء، لديها معدل أقل من حالات كورونا، مقارنة بالدول البعيدة عن خط الاستواء وتلك التي تعاني طقساً أكثر برودة.
وأكد الباحثون أن فيروس كورونا يرتبط بالفصول الموسمية ومستوى التحضر في البلد وجودة اختبارات كورونا، ومع ذلك فإن النتائج التي توصلوا إليها لا تعني أن طقس الصيف سيقضي على الفيروس، لكنه سيكون أقل حدة في الانتشار.
وتوصلت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينتيفيك ريبورت"، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة والأشعة فوق البنفسجية الأكثر كثافة في الصيف، تمنح الأنظمة الصحية العالمية فرصة لاحتواء الفيروس والسيطرة على معدلات الإصابات والوفيات الناتجة عنه.
وأشار الباحثون إلى أن عديداً من فيروسات الجهاز التنفسي، بما في ذلك فيروسات الإنفلونزا تتراجع حدّتها خلال فصل الصيف، مضيفين أن هناك عدداً من العوامل يلعب دوراً في ذلك، وفق "اليوم السابع" القاهرية.
وتشير الدراسات إلى أن عديداً من فيروسات الجهاز التنفسي أكثر استقراراً وتبقى في الهواء لفترة أطول في البيئات ذات درجات الحرارة الباردة والرطوبة المنخفضة؛ ما يعزّز انتقال العدوى خلال الشتاء.
وأجرى الباحثون اختباراً للتعرُّف على تأثير درجات الحرارة في بقاء الفيروس، حيث تبيّن أن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة يقللان من بقاء فيروس كورونا في الجو.
وحلل الباحثون بيانات صادرة عن 117 دولة، حول انتشار كورونا بداية الوباء حتى 9 يناير 2021، واستخدموا طرقاً إحصائية لفحص العلاقة بين خط العرض لبلد ما، الذي يؤثر في كمية ضوء الشمس التي يتلقاها وكذلك درجة الحرارة والرطوبة، وبين مستوى انتشار فيروس كورونا، كما استخدموا بيانات من منظمة الصحة العالمية للتحكم في العوامل التي يمكن أن تؤثر في مدى شدة تأثر بلد ما بفيروس كوفيد-19، مثل السفر الجوي ونفقات الرعاية الصحية ونسبة كبار السن.
وتوصلت الدراسة إلى أن كل ابتعاد بمقدار درجة واحدة في خط العرض لدولة ما من خط الاستواء كان مرتبطاً بزيادة قدرها 4.3 % في عدد حالات فيروس كورونا لكل مليون شخص.
وأكّدت الدراسة أن الدول الأقرب من خط الاستواء يكون لديها 33 % أقل من حالات كورونا لكل مليون شخص.