يختلف يوم غد عن غيره من الأيام؛ وهو اليوم التاريخي الذي تنتظره الكثير من السيدات، ليودع بعضهن أرصفة الشوارع التي كن يقفن عليها دقائق عدة من أجل الحصول على "لموزين" ينقلها إلى موعد في مستشفي أو زيارة خاصة؛ حيث تضطر إلى الخروج في لهيب الشمس أو آخر الليل والسبب حالة طارئة لها أو لطفلها.
والمتابع جيداً لحاجة السيدات إلى قيادة السيارة يتذكر قصة الشاب الهندي "ريان محيي الدين" مع "المسنة" وابنتها بالمدينة المنورة، إذ كان يوصلهما طوال عامين من وإلى المستشفي، بعدما عانت المسنة من الفشل الكلوي ولا يوجد لديها غير ابنتها، فهذه ليست قصة واحدة فحسب، بل الكثير من القصص التي كان قرار قيادة المرأة للسيارة فرحاً لهن.
الكثير من العائلات بالسعودية استعانت خلال السنوات الماضية بالسائقين الأجانب من جنسيات مختلفة، لكن هذا السائق تكلفته كانت بقيمة سيارات جديدة مع رواتبه وسكنه ومصاريفه، الأمر الذي كلف العائلات ملايين الريالات بسبب عدم السماح لهن بالقيادة، فضلاً عن نجاح شركات النقل المحلية والعالمية في السعودية، وهذا ما يؤكد حاجة السيدات لهذا القرار.
إن قيادة المرأة السعودية للسيارة سيوفر العديد من المصروفات التي كانت تصرفها السيدات للسائقين وشركات النقل، وستصبح المرأة في مدن السعودية يوم غد كالسيدات في بعض المحافظات اللاتي كن وما زلن يقدن السيارات بمختلف أنواعها، فمنهن من تقود السيارات الصغيرة؛ لقضاء بعض الأغراض من المحالّ التجارية، والأخريات يقدن السيارات الكبيرة لجلب المياه للمواشي، وبعضهن توصل أبناءها للمستشفيات والمدارس.
وستتابع إدارات مرور مدن السعودية يوم غد -بمشيئة الله- انطلاق قيادة السيدات للسيارة في شوارع وطرق المدن، بعدما قامت بتدريبهن عن طريق مدارس تعليم القيادة، واستُبدلت الرخص الخارجية لبعضهن، لتشرق الشمس يوم غد بقرار تاريخي كان حلماً وأصبح حقيقة.