في حياة الكثير من الدول قيادات لها عقول نيرة وبصيرة نافذة وبُعد نظر يستلهم منها الشعوب احتياجات الحاضر واستشراف المستقبل الزاهر، لترسم لهم مستقبلهم ليخطوا نحوه بخطوات واثقة، تقودهم لبر الأمان والاطمئنان وتحقق لهم التطلعات التي يصبون إليها.
ويحق لشعب المملكة أن يفخر بأن سخر لهم العلي القدير، شخصية تتميز، بغزارة الفكر وروح العمل والقدرة الفائقة على الابتكار والتفاني لخدمة الوطن والمواطن..إنه بالطبع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عضد خادم الحرمين الشريفين-حفظهما الله-.
لقد بسط سمو ولي العهد يديه ليقود بيمناه المملكة وشعبها نحو قمم المجد الباسقة، فيما أمسك بيساره عصا يزجر بها الفساد والمفسدين ، الذين استباحوا المال العام ونسوا أن وراءه قادة نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم وشعبهم.. قادة يطبقون الثواب والعقاب، على من تنطبق عليه إحداهما، وهذا هو ميزان العدل الحقيقي، الثواب والعقاب، فطغيان أحدهما على الآخر أو اختفاء أحدهما على حسب الآخر يؤدي إلى اختلال ميزان العدل، فلا بد من أن يسيرا معًا مترافقين.. ثواب وعقاب.
إن إنجازات سموه-حفظه الله- تتحدث عن نفسها، على كافة الأصعدة والمستويات الاقتصادية والتنموية والسياسية، وحسبه فخرًا أنه مهندس أعظم مشروع، اقتصادي، تنموي، سياسي، مبتكر، جمع كل هذه المعاني والقيم وصاغها في رؤية المملكة 2030 التي غرست في شباب المملكة العزة والشموخ، وبثت فيهم روح الحماس، واستلهام الهمم والنشاط، وعملت على تفجير طاقات الشباب الكامنة التي تميز الإنسان السعودي، الذي سخر له الله تعالى أطهر بقاع الأرض المقدسة الشريفة، ليعمرها ويحفظها ويصونها.
لم تقف إنجازات سمو ولي العهد عند الإعلان عن الرؤية فقط، والتي كانت وما زالت محل إعجاب العالم، الذي اندهش من قائد شاب تجود أفكاره بمثل هذا الإعجاز العظيم.. نعم لم يقف عند حد إطلاق الرؤية بل أشرف على تنفيذ برامجها، متابعاً وحاثاً، ومثابراً، وباعثاً النشاط والهمة في شباب هذه البلاد الطاهرة المباركة.. ولو لم يطلق سموه سوى مشروع الرؤية لكفاه فخراً وإنجازاً، لكنه مضى نحو تحقيق غاياتها، التي تحقق تطلعات ورفاهية مواطنيها .لقد ظل سمو ولي العهد يبتكر للوطن والمواطن الجديد الواعد الذي يكفل لنا- بحول الله تعالى - السير بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد للمملكة، ومن أبرز ذلك مشروع يعد علامة بارزة على المستويين الإقليمي والعالمي، إنه المشروع الحُلم "نيوم" الذي أطلقه سموه، وهو إحدى مبادرات مستقبل الاستثمار، الذي سيكون له ما بعده مستقبلاً، ولم تقف إنجازات سموه عند ابتكار وإطلاق المشاريع، فكان لابد من وسيلة فاعلة تردع كل ما يحاول استغلال أموال وممتلكات الدولة التي هي نفسها ممتلكات الشعب وأمواله، فقاد بتوجيه وتكليف مباشر من لدن خادم الحرمين الشريفين- حفظهما الله - عبر لجنة عليا للفساد حرباً لا هوادة فيها، على رموز الفساد.. حرب لا تفرق بين أمير، أو وزير، أو مسؤول في الدولة، أياً كانت صفت، وهذه هي روح العدالة، ولقد بشرت لجنة القضاء على الفساد بنتائجها، ومن أبرزها بناء الثقة في الاقتصاد السعودي إقليمياً ودولياً، وبث روح الاطمئنان في نفوس المستثمرين المحليين والدوليين، فضلاً عن ذلك انخفاض كبير في كلفة المشاريع التي تنفذه وستنفذها المملكة، أما أكبر المكاسب فتمثلت في القضاء على المحاباة والمجاملة والواسطة.
إن إصرار سمو ولي العهد بتطبيق العدالة تجاه كافة المفسدين دون تمييز لأمير أو وزير، أعطى مصداقية كبيرة لقضية استئصال الفساد والمفسدين، لذلك لا غرابة في أن يجد سمو ولي العهد تأييداً واسع النطاق من مختلف فئات الشعب، خاصة الشباب منهم، الذين رأوا فيه القدوة والنموذج الحي للطموح والهمة، والتفاني..
حفظ الله ولاة أمرنا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وأدام الله على بلادنا وشعبها الأمن والاستقرار.