بين "سيئة سمعة" و"مدهش" و"ردّ جميل".. هكذا يستغل "ترامب" أزمة "كورونا" لصالحه

ضاق ذرعًا بالأسئلة الصعبة ووبخ أصحابها وشكر حكومته وقال: الفيروس سيختفي!
بين "سيئة سمعة" و"مدهش" و"ردّ جميل".. هكذا يستغل "ترامب" أزمة "كورونا" لصالحه

بينما تزداد المخاوف يومًا بعد يوم من تفشٍّ أوسعَ لفيروس كورونا المستجد عالميًّا، ركزت تقارير صحفية على ما اعتبرته "استغلالًا" للأزمة من قِبَل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية؛ فإن "ترامب" يواجه اتهامات بتحويل الإيجاز الصحفي اليومي الخاص بمواجهة الوباء للترويج لحلفائه من الشركات، في وقت تجاوَزَ فيه عدد إصابات الفيروس في الولايات المتحدة 160 ألفًا، مع أكثر من 3 آلاف وفاة.

واستضاف "ترامب" عددًا من قادة الشركات إلى حديقة البيت الأبيض، مثل مايك لينديل الرئيس التنفيذي لشركة "ماي بيلو" المتخصصة في إنتاج الوسائد، الذي يُعرف عنه دعمه لـ"ترامب" في حملته الانتخابية.

وأثنى "ترامب" على الشركات التي "تؤدي واجبها الوطني" عبر الإنتاج أو التبرعات بالمعدات الطبية، من أجل تلبية الاحتياجات الأمريكية الأكثر إلحاحًا؛ حيث قال: "ما تفعله (هذه الشركات) أمر مدهش"؛ مضيفًا: "هذه الشركات عظيمة".

وفي المقابل، بدا أن رؤساء الشركات "ردت الجميل" لـ"ترامب"؛ إذ أثنى "لينديل" على دعوات الرئيس الأمريكي من أجل العمل.

وأضاف أن شركته تُخصص 75% من عمليات إنتاجها لتصنيع أقنعة الوجه أو الكمامات؛ مشيرًا إلى أنه بحلول الجمعة ستكون الشركة قادرة على إنتاج 50 ألف قناع في اليوم الواحد".

ثم دخل "لينديل" في ترويج واضح لحملة "ترامب" الانتخابية؛ إذ قال: "الله منحنا نعمة 8 نوفمبر 2016، لتغيير المسار الذي كنا نسلكه"؛ في إشارة إلى تاريخ انتخاب "ترامب" في الولاية الأولى قبل سنوات.

وأضاف: "لقد منحنا رئيسنا الكثير من الآمال، عندما كان لدينا قبل أشهر معدودة أفضل اقتصاد وأقل مستوى من البطالة والأجور كانت ترتفع. لقد كان الأمر مذهلًا".

وقال ترامب الذي كان يقف بجانب "لينديل"، للصحفيين: "لم أعلم أنه سيقول هذا الكلام، لكنه صديقي وأنا أقدّر ذلك (تصريحاته). شكرًا لك مايك".

سمعة سيئة

وبحسب "غارديان"، فقد أصبحت الإحاطة اليومية لخلية أزمة فيروس كورونا "سيئة السمعة"؛ لكون المسؤولين الأمريكيين -وعلى رأسهم نائب الرئيس مايك بنس- يتخذون منها وسيلة للإشادة بـ"قيادة ترامب".

وفي المقابل، في حال طرَح صحفيون الأسئلة الصعبة على ترامب؛ فإنهم يتعرضون للتوبيخ؛ إذ يعتبرهم الرئيس سلبيين في "ظل الأزمة التي تواجه الأمة".

وتكرر ذلك الاثنين، مع مراسلي شبكتي "سي إن إن" و"بي بي إس"؛ إذ رد على أسئلتهما بالقول إنها "غريبة وسيئة"، و"كان ينبغي عليهما تقديم التهاني وشكر السلطات بشأن العمل الذي تقوم به بمكافحة الفيروس".

وضاق "ترامب" ذرعًا عندما استعرض مراسل "سي إن إن" تصريحات سابقة لترامب، قال فيها إن الفيروس "تحت السيطرة إلى حد كبير وإنه سيختفي".

وقال الرئيس الأمريكي: إن فيروس كورونا سيختفي، دون إعطاء جدول زمني، وأثنى على جهود حكومته، وخاطب الصحفي: "عوضًا عن طرح سؤال كريه وساخر؛ عليك أن تطرح سؤالًا حقيقيًّا".

شكوى وتراجع

وكانت السلطات الأمريكية الاتحادية قد مددت الإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي، حتى 30 أبريل المقبل، مع تقدير الخبراء أن كورونا أو "كوفيد 19" سيحصد أرواح ما بين 100 إلى 200 ألف أمريكي.

وبهذا، تراجع "ترامب" عن موعد سابق حدده لرفع هذه الإجراءات وهو عيد الفصح الذي يحل بعد نحو أسبوعين.

واشتكى حكام الولايات نقصًا في أجهزة التنفس الاصطناعي وأقنعة الوجوه والعديد من المعدات الطبية الأساسية؛ الأمر الذي يتناقض مع تصريحات قادة الشركات في البيت الأبيض، غير أن ترامب أصر في إحاطة الاثنين على أن الإنتاج والتوزيع يجريان على قدم وساق.

وروّج لحكومته بالإشارة إلى تشييد مستشفى ميداني في نيويورك ووصول سفينة طبية إلى هناك.

ونيويورك أكثر الولايات الأمريكية تضررًا من فيروس كورونا، مع ملامسة عدد المصابين فيها رقم الـ40 ألفًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org