يمثل ما يعرف بالمجمع الحكومي الأول في مصر، وربما في الوطن العربي؛ حيث كان يضم أكثر من 23 وزارة و41 هيئة حكومية، وآلاف المكاتب الحكومية، وعشرات الآلاف من الموظفين يتعاملون مع 100 ألف من المواطنين المصريين أصحاب المصالح المختلفة؛ إنه "مجمع التحرير" الكائن في قلب القاهرة الذي يستعد لدخول مرحلة جديدة في تاريخه الممتد منذ أواخر الحقبة الملكية في البلاد.
وأعلنت الحكومة المصرية قبل أيام عن خطط لتجديد المبنى وتحويله إلى فندق فاخر يقدم خدمات فندقية وتجارية وإدارية، بينما يحتفظ برمزيته كمعلم في وسط العاصمة المصرية، وتم إسناد عملية التجديد إلى تحالف عقاري أمريكي إماراتي باستثمارات تصل إلى 900 مليون ريال سعودي؛ أي ما يقارب 3.5 مليار جنيه مصري.
افتتح مجمع التحرير بشكله الحالي عام 1951 في عهد الملك فاروق، وأنشئ المبنى بقوام يشبه السفينة على مساحة 28 ألف متر مربع وبارتفاع 14 طابقًا تضم أكثر من 1300 حجرة.
وفي عام 2016 أعلنت الحكومة المصرية بدء خطط لإخلاء المبنى المطل على ساحة التحرير؛ بهدف تخفيف الازدحام المروري في المنطقة؛ حيث تم نقل الخدمات التي كانت تقدم داخله عدة مصالح حكومية؛ حسب البي بي سي.
وربما يتذكر الجمهور العربي الفيلم السينمائي المصري "الإرهاب والكباب" الذي لم يجد صناعة أفضل من مجمع التحرير لتصوير مشاهد الفيلم.
وتدور قصة الفيلم حول مواطن مصري يؤدي دوره الممثل عادل إمام، يتوجه إلى مجمع التحرير لاستخراج أوراق لنقل ابنه من مدرسته إلى مدرسة أخرى، وهناك يصطدم بالعقبات الإدارية.
وسيتم تطوير مجمع التحرير خلال عامين، في حين تم افتتاح ميدان التحرير بشكله الجديد الذي تتوسطه مسلة وأربعة تماثيل لكباش فرعونية، بالتزامن مع احتفال موكب المومياوات الملكية، وسيتم تحويل المجمع إلى فندق فاخر يضاف إلى المحفظة المصرية للفنادق والغرف الفندقية.
وكشفت دراسة أن مصر سوف تضيف نحو 54 فندقًا جديدًا ليصل إجمالي الغرف الفندقية المتوقع إضافتها إلى نحو 16 ألفًا بحلول عام 2023، ومن المتوقع أن تنقسم الفنادق الجديدة إلى: 30 فندقًا من فئة خمس نجوم، و24 فندقًا من فئة أربع نجوم.
وتوقعت الدراسة أن يبدأ 14 فندقًا العمل خلال العام الحالي؛ منها أربعة فنادق في الخطوات النهائية التي تسبق الافتتاح، ويشهد عام 2022 افتتاح 12 فندقًا بطاقة 3990 غرفة. ويتوقع أن يبدأ 14 فندقًا أخرى العمل خلال عام 2023 بطاقة 3816 غرفة.