قبل دخول شهر رمضان يكثر الناصحون من طلبة العلم والدعاة وأئمة المساجد؛ ليلقوا المحاضرات الدينية والكلمات الوعظية بعد صلاتَي العصر والمغرب في غالب الأحيان، ويذكروا الناس بقدوم شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الفضيل الكريم، والاستعداد له صيامًا وقيامًا وزكاة بالصدقات؛ لما فيه من جزاء عظيم، وخير عميم، وبركات في حياة الإنسان المسلم إن هو استغلها..!!
الشيخ مبارك أمسك مايكروفون أحد مساجد الحي، وابتدأ القول بالتساؤل: كيف يستعد الإنسان للضيف حينما يقترب وقت مجيئه وساعة حضوره (يقصد الضيف الإنسان).. ليجيب عنا بأن هذا المضيف أو ذاك يستعد مبكرًا قبل الموعد المحدد بأيام لاستقبال ضيفه المهم والعزيز على النفس، ويخبر أبناءه وأهل بيته بوجوب التقديم الأمثل للوجبات، والظهور الأفضل بتعدد الطبخات والمشروبات المختلفة..!!
فكيف إذا كان الضيف شهر رمضان المبارك، شهر الخير والطاعات الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس، وفيه ليلة القدر، الليلة المباركة، الليلة التي هي بألف شهر، أعظم ليلة في التاريخ، وفيه أيضًا تصفد الشياطين ومردة الجم، وتغلق أبواب النار، فضلاً عن أن الجزاء فيه غير معدود أو محدود لمن قُبل عمله، وحسن صنيعه، واجتهد في العبادة، ونال الرضا من الله سبحانه؛ إذ إن كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لله.. وهو يجزي به..!!
في شهر رمضان يكون الشيك مفتوحًا للحسنات والثواب وكل الأعمال الخيِّرة؛ فالحسنة بعشر أمثالها، والصدقة بسبعين ضعفًا إلا الصيام؛ فجزاؤه مفتوح دونما تحديد؛ وهذا ما يجعل الناس تقبل في رمضان الكريم على أداء الصلاة ودخول المساجد وقراءة القرآن والصدقات وإفطار الصائمين بغية الأجر والمثوبة..!!
ما سنشاهده خلال الشهر الفضيل من تردد على دور العبادة والمساجد وأداء العمرة وصلة الرحم وقراءة القرآن وتفقُّد المحتاجين وتوزيع الصدقات والزكاة يأتي لما في رمضان من أجور مضاعفة وحسنات ومغفرة ورحمات وسكينة وقبول.. وبالتالي فإن الشيك المفتوح ينتظر المقبلين لاستغلال رمضان المبارك؛ فلا نضيع الأوقات فيما لا يفيد من نوم ولهو وسهر؛ فربما قد لا تعود..!!