حملات الحج والأسعار..!

حملات الحج والأسعار..!

تسخِّر السعودية، حكومة وشعبًا، جهودها وطاقاتها وإمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، سواء كانوا ضيوفًا وحجاجًا ومعتمرين من الداخل أو الخارج.

وقد جددت رؤية السعودية 2030 التزامها بتسخير حكومة خادم الحرمين الشريفين الإمكانات كافة لتمكين ضيوف الرحمن والمسلمين الذين يفدون من كل بقاع الدنيا من أداء هذه الفريضة. ونحمد الله أن شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار.

وقد بلغ عدد حجاج العام الماضي 1439 نحو أكثر من مليونين و300 ألف حاج، منهم ما يزيد على 600 ألف حاج من حجاج الداخل، فيما بلغ عدد المعتمرين الذين أدوا العمرة العام الجاري نحو سبعة ملايين و300 ألف معتمر، (وفق إحصائية وزارة الحج والعمرة)، وسبق ذلك التوسعة التاريخية التي شهدها الحرمان الشريفان في المدينتَيْن المقدستَيْن، إضافة لتسيير قطار الحرمين الذي سهّل ويسّر كثيرًا في انسياب حركة الحجاج بين المشاعر.

لكن من المؤسف والمحزن أن بعض الجهات لم تواكب النقلة الكبيرة في خدمات الحج، ويأتي على رأسها مؤسسات الداخل التي تتولى تصاريح الحج؛ فهي لم تواكب الجهود الرسمية والشعبية التي تقدَّم للحجاج، المتمثلة في الإنجازات الهائلة التي أشرتُ لها آنفًا؛ إذ ظلت هذه المؤسسات كل عام تزيد من أسعارها زيادة فلكية؛ وهو ما أدى لحرمان الكثير من المواطنين، خاصة ذوي الدخول المنخفضة والمتوسطة، من أداء فريضة الحج.

فمَن الذي يكبح جماح أسعار مؤسسات الحج بالداخل؟ التي لا تراعي أو تضع تقديرًا لهذه الفريضة العظيمة؛ لتزيد من معاناة المواطن؛ فهي لا تلتزم بأسعار سقف الباقات التي حددتها وزارة الحج والعمرة، ولا تعترف بها على الإطلاق.. وإذا تجرأ أحد المواطنين واعترض أمام إحدى هذه المؤسسات، وقال لهم إن وزارة الحج والعمرة قد حددت سقفًا معقولاً لأسعار الحج، فإن ردهم يكون: "اذهب للوزارة لتوفر لك الحج"! منتهى الاستهتار واللامبالاة!

وإذا نظرنا لأسعار باقات الحج لمؤسسات الداخل في موسم الحج لهذا العام 1440هـ، التي أعلنتها وزارة الحج والعمرة، سنجد أن بعضها يتراوح بين 3 آلاف و4500 ريال تقريبًا للفرد الواحد.. لكن الذي حددته الوزارة لا يطبَّق على أرض الواقع إطلاقًا؛ وذلك لأن مؤسسات الحج بالداخل لا تلتزم بذلك، بل لا تعترف به، وتفرض أسعارًا خرافية، تتعدى عشرة وخمسة عشر ألف ريال، بل وعشرين ألف ريال للفرد الواحد.. فمن سمح لها بذلك؟ وأي خدمة تقدمها للحاج حتى تفرض هذه الأرقام الفلكية؟

والغريب في الأمر أن هذه المؤسسات تمادت في فرض رسوم غير منطقية؛ لأنها لم تجد مَن يحاسبها؛ فظلت تفرض الرسوم حسبما يمليه عليها طمعها وجشعها!

والسؤال: مَنْ يحاسب هذه المؤسسات؟ وهل هناك آلية لوزارة الحج والعمرة، تستطيع من خلالها إلزام هذه المؤسسات؛ لتوقفها عند حدها، وتوقف هذا الاستهتار والاغتناء على حساب المواطن؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org