لم يهدأ الجدل حول حلقتَي هروب الفتيات والأحياء العشوائية وترويج المخدرات من برنامج داود الشريان؛ الذي انطلق الأسبوع الماضي بحلقات ساخنة، حتى عاد مرة أخرى إثر مناقشته أمس، ملف السعوديات المتزوجات من أجانب أو الأجنبية المقترنة بسعودي، واستضاف أربع سيدات؛ سعوديتيْن متزوجتيْن من أجنبييْن واثنتين العكس، وجميعهن تحدثن عن معاناتهن مع التوظيف وبعض الحقوق الحكومية -حسب ادعاءاتهن- وهو الموضوع نفسه الذي لا يسكت الحديث عنه في الشبكات الاجتماعية منذ سنوات، ومع توجه وزارة العمل والتنمية الاجتماعية نحو توطين الوظائف وسعودتها ظهرت أصوات من هذه الفئات تطالب باستثنائها من هذا التوطين على اعتبارهم أبناء مواطنين أو أبناء مواطنات ويجب احتسابهم ضمن نطاق السعودة.
وعرضت الحلقة تقريراً عن قرار مجلس الوزراء عام 2013 الذي مفاده أن "لأمهات أبناء السعوديين الحاصلين على موافقات رسمية للزواج حق الإقامة الدائمة دون كفيل وحق العلاج والتعليم والعمل بالقطاع الخاص".. وتساءلوا: هل تم تطبيق القرار؟
كما عرضت الحلقة معاناة شاب سعودي من أم سورية، فقال: "يعايرونني أصحابي يا ولد السورية"!! ما تصلح "عسكري" ونحن سنتوظف بوظائف راقية، وسألت والدتي عما هي معنى "أجنبية"، فقالت لي معناها "إن جنسيتي سورية ووالدك سعودي".
وتابع: "ما تعجبني الحياة بسبب نبز الأصحاب وأصبحت معتزلاً الناس ولا عندي غير الحيوانات أصاحبها حتى لا تصبح بيني وبين الآخرين مناوشات، ما عندي أحد أتحدث معه عن هذه الأشياء غير أمي، وهي مَن ربتنا حتى أصبحت أقول لها دعينا نسافر إلى سوريا العيشة هناك أحسن".
وتداخلت والدته: "ابني أصبح يختصر الخروج ويرمونه من الحافلة وذهبت وأخذت له نقلاً خاصاً يذهب به للمدرسة بـ 200 ريال ويعود بـ 200 فعزمت أتعلم القيادة ورفضوني وحصلت له منحة ولم نستطع الذهاب، فأصبح ابني يقول لي: دعينا يا ماما نذهب لأمريكا هناك لا يعايرونني ووالدهم ممتنع عن دفع النفقة".
وعقّبت كذلك ضيفة أخرى وهي أجنبية ومتزوجة من سعودي: "أنا لا أستطيع العمل فقد عملت سابقاً واستبعدوني فقد كانت زوجة المواطن تحسب ضمن السعودة، واليوم لا؛ وهذا مطبق بكل الشركات تريد أن تعمل اعمل بالشركات غير المسعودة وأعطيني وظيفة غير مسعودة".
وعلى الجانب الآخر، تداخلت مواطنة سعودية متزوجة من أجنبي، بالقول: "أولادي الثلاثة يدرسون بالجامعة وهم: هنا وكريم وهميس ونالوا المكافآت حتى ابنتي كانت تأخذ مكافأة تميز ونحن لا ننكر النعمة، حتى السنة الماضية أوقفت المكافأة عن أبناء المواطنة".
وأردفت: "تواصلت مع الوزير في برنامج "تواصل"، وعالجوا المشكلة بعد أربع رسائل فقط مع الوزير عندما سألته عن السبب؟ فقال: إنه وصل إليهم قرار، ولكن لديّ ولدان فابني بجامعة طيبة أُوقفت عنه المكافأة، والآخر في جامعة الفندقة والسياحة لم تُوقف لكن عادت المكافأة بأثر رجعي".
وقالت كذلك سعودية متزوجة من أجنبي: "أولادي اليوم أنا أدفع عنهم ضريبة القيمة المضافة والمفروض تعاملهم معاملة السعوديين؛ لأن أمهم سعودية ووالدهم لا يعمل، والشركة تم بيعها لمالك جديد والوظيفة تم توطينها، وتساءلت: "هل اليوم نستطيع عمل مشروع ويديره زوجي ولا يعد تستراً تجارياً".
وتفاوتت ردود الفعل حول الحلقة فدوّنت الكاتبة هيلة المشوح: "مواضيع استفزت المجتمع، فانتظره يا داود يقول بصوت واحد #ماحنا_بساكتين لك!
وقال سعود المقحم: "الجنسية السعودية حق لأبناء السعوديات، الظروف هي التي جعلت السعوديات يتزوجن من وافدين لخوفهن من العنوسة وليحصن أنفسهن.. يا من ترفض: أليس الله بقادر أن يبتليك بسبب قسوتك فتتزوجين من وافد وتواجهين المعاناة نفسها إما هوية بضوابط وشروط، أو يمنع هذا الزواج من أساسه".
وكان الشريان؛ قد دافع عن برنامجه بعد نقل الصحف المعادية لمقتطفات من حلقاته، وقال مع برنامج "تفاعلكم" على شاشة "العربية": "هذا نجاح لنا ويثبت أن سقف الإعلام مرتفع وأحياناً ما يكتب قد يكون من منافسين لنا وهذا دور الإعلام ينتقد ويوضح الخلل".