تصفية حساب..!!

تصفية حساب..!!
تم النشر في

كثيرٌ من الآباء المنفصلين بقرار "فك الارتباط فيما بينهما" بعد سنوات من الزواج المضطرب، ومراحله العجاف، يتخذون المطالبة بحضانة الأطفال ذريعة انتقام وتصفية حسابات، وذلك بالدخول في معترك القضايا والمطالبات المستمرة؛ ما ينتج منه لاحقًا نوعٌ من العناد المتأصل وعدم الرضوخ، والمزيد من الصدامات التي لا نهاية لها.. والضحية في الحرب الباردة هم الأبناء..!!

فعلى الأب أن يترك الخيار للأم إن كانت تريد الحضانة وتربية أبنائها حتى وإن كان في قرارة نفسه وداخل ضميره يريد الأبناء أن يعيشوا معه، فإن قبلت فعليه أن يحقق لها هذه الأمنية وهذا الطلب الإنساني من البداية، لا أن يكون معاندًا نزقًا بتعامله مع الوضع وظروف المرحلة؛ عندها ستطلب منه هذه الأم أن يأتي لأخذ أبنائه بعد مرور أقل من سبعة أشهر حين تتأكد أن الأمر سيان لديه..!!

وفي المقابل على المرأة المطلَّقة التي تريد حضانة أبنائها بصدق أن تطلب من الأب "الزوج السابق" أن يأتي لأخذ أبنائه، وتتركهم لدية فترة من الزمن، وأن تتحلى بالصبر أربعة أشهر حتى وإن كانت "كمدًا تموت" على فراقهم؛ حينها لن يكون بمقدوره سوى محاولة التوسط بالمقربين من الأهل والجيران والأقارب والزملاء والمصلحين لطرح خيار أن يعيش الأطفال معها، أو أن تكون المسألة بينهما بالتساوي، مرة هنا وعشر هناك..!!

أما ما نقرأ عنه من قصص ونسمع بها من حكايات حرمان كل طرف للآخر من رؤية الأطفال فإن ذلك نتيجة طبيعية للعناد وتصفية الحسابات وروح الانتقام المتأصل في النفوس كردة فعل بعد الطلاق؛ وبالتالي فإن ما يحدث من تعنت بخصوص الحضانة المزعومة، وتمسك كل من المنفصلين بحقه في تربية الأطفال، تأكيدٌ لهذا الأمر..!!

لذا على الآباء عدم الاستعجال في طلب الحضانة أو رؤية الأبناء أو زيارتهم مباشرة، خاصة إذا ما شعر كل طرف أن الآخر سيكون ممانعًا.. بل على هذا الطرف أو ذاك إن رأى من الجانب الآخر إصرارًا عجيبًا ورغبة واضحة من البداية بطلب حضانة الأبناء أن يبدئ الموافقة على الفور حتى إن كان على مضض، وأيضًا أن يقدم امتنان الشكر وعرفانه على مثل هذا الصنيع والفعل النبيل. عند ذلك لن تمرّ أشهر طوال ما لم يتلقَّ اتصالاً للحضور فورًا لرؤية الأبناء إن لم يكن إجباره على أخذهم للعيش معه..!!

إن الأسباب المؤدية للكثير من المشاكل والعديد من القضايا للمطلقين، خاصة ممن لديهم أطفال، هو التسرع في طلب الحضانة، وتمسُّك كل منهما بهذا الحق، للحد الذي نقرأ –وسنظل- من وقت لآخر عن قصص مأساوية، يكون ضحيتها الأبناء على أية حال..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org