كرمَ "ملتقى المرأة السعودية.. طموحات وإنجازات في ظل رؤية المملكة 2030" الذي نظمته اليوم جامعة الطائف، نائبة وزير التعليم سابقاً نورة الفايز، تقديراً لمسيرتها الطويلة في العمل والعطاء التي بدأتها منذ العام 1975 لتطوير قطاع تعليم البنات في المملكة طوال أربعة عقود، حققت خلالها الكثير من الإنجازات، توجت بتعيينها في منصب نائب وزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات.
وأعربت "الفايز" في كلمتها بمناسبة تكريمها عن فخرها واعتزازها بتكريمها من قبل جامعة الطائف، مبديةً شكرها لجميع القائمين على الملتقى، على جهودهم في الإعداد والتنظيم والاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وأكدت النائبة السابقة لوزير التعليم أن "رؤية المملكة 2030" تعد منعطفاً بارزاً في الجهود الرامية لتطوير أوضاع المرأة وضمان تمكينها من المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسعي لمعالجة قضاياها في الكثير من المجالات كالتعليم والصحة والرعاية الصحية والاجتماعية والقوى العاملة.
وقالت الفايز: "يمكن للمرأة السعودية أن تؤدي دوراً رائداً في تحقيق الأهداف التنموية للوطن، من خلال أدوارها المختلفة، سواءً دورها كأم بما تزرعه لدى أبنائها من معتقدات وقيم، أو دورها كداعم للاقتصاد الوطني بما تملكه من أصول مالية كبيرة، أو استثمارات عقارية عالية، بالإضافة إلى دورها كموظفة في القطاع الحكومي أو الخاص، أو القطاع الخيري، أو غيرها من القطاعات، وسواءً كان موقعها في العمل القيادي أو التنفيذي".
وأضافت: "إننا لا نريد للمرأة السعودية أن تكون مجرد رقم في التعداد السكاني، بل نريدها قيمة مضافة في المجتمع، وقوة فاعلة، وأن تعمل جنباً إلى جنب في تحقيق رؤية المملكة 2030، والمشاركة الفاعلة في تنفيذ برنامج التحول الوطني 2020، نريد أن يشهد هذا العصر الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– تكامل المجتمع بعنصريه الرجالي والنسائي، فالنساء شقائق الرجال، وبسواعد هذين العنصرين تبنى نهضة الأمة".
إلى ذلك، أكد مدير جامعة الطائف الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان، تحقيق قفزة كبيرة في مجال تمكين المرأة في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، من أبرز معالمها تعيين نساء سعوديات على مستوى عالٍ من الكفاءة والتأهيل العلمي والمعرفي مناصب قيادية كانت حكراً على الرجال فقط، حيث شغلت المرأة منصب نائبة الوزير، ووكيلة الوزارة، وأخيراً السفيرة بمرتبة وزير.
جاء ذلك في كلمة وجهها مدير جامعة الطائف للمشاركات في الملتقى، ألقتها نيابةً عنه وكيلة الجامعة الدكتورة إيمان الزهراني.
وقال الدكتور زمان في كلمته: "نحتفل اليوم بما حققته المرأة في بلادنا من إنجازات في السنوات القليلة الماضية، وما تطمح إليه في السنوات المقبلة من نجاحات إضافية، مع نيلها مزيداً من الحقوق المشروعة ديناً والمكفولة نظاماً، بدعم لا محدود من قيادة رشيدة واعية بأهمية مشاركة المرأة واستثمار طاقاتها في تحقيق أهداف التنمية الطموحة وفق رؤية المملكة ٢٠٣٠ وبرامجها التنفيذية، وفي مقدمتها برنامج التحول الوطني ٢٠٢٠".
وأعرب مدير جامعة الطائف عن سعادة إدارة الجامعة ومنسوبيها بتكريم نائبة وزير التعليم سابقاً نورة الفايز، خلال الملتقى، باعتبارها أول سيدة سعودية شغلت منصب نائب وزير في تاريخ المملكة، مؤكداً أنها حملت المسؤولية على عاتقها وأدت أمانتها بكفاءة واقتدار، وقدمت نموذجاً يحتذى للجيل الجديد من الفتيات السعوديات الطموحات.
واستعرض ما حققته منسوبات الجامعة في السنوات القليلة الماضية من ارتقاء على سلم القيادة والمسؤولية، من خلال تعيين أول عميدة لكلية سعودية تضم أعضاء هيئة تدريس وطلاباً من الجنسين، وتوالى بعد ذلك تعيين عميدات أخريات، وارتفعت نسبة السيدات في عضوية مجلس الجامعة إلى نحو ٢٤ في المئة (وكيلة لشؤون الطالبات وست عميدات) من إجمالي أعضاء المجلس البالغ عددهم 25 عضواً، ما يمنحهن تمثيلاً وتأثيراً أكبر في صنع قراراته، وتعيين عدد من رئيسات الأقسام الأكاديمية المشتركة بشطري الطلاب والطالبات للمرة الأولى في الجامعات السعودية.
كما أشار الدكتور زمان إلى افتتاح أقسام جديدة للطالبات، منها قسمان جديدان في كلية الهندسة، وقسم للتربية البدنية وعلوم الرياضة، فضلاً عن إطلاق مقرر جديد بمسمى (تمكين المرأة)، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الجامعة.
وأكد أن تلك الخطوات ليست إلا جزءاً يسيراً مما تحقق في جامعة الطائف في مجال تمكين المرأة، مضيفاً: "ما زلنا نطمح للمزيد، فأفق منسوبات جامعة الطائف وطالباتها واسع، وطموحاتهن بلا حدود"، منوهاً بالتفوق العلمي لطالبات الجامعة، حيث أظهرت الإحصاءات الرسمية في الجامعة تفاوتاً واضحاً في المستوى بين الطلاب والطالبات لمصلحة الطالبات، مستشهداً باستحواذهن على المركز الأول في ١٥ من ١٦ كلية في الجامعة، والكلية الوحيدة التي لم تحصل فيها طالبة على المركز الأول كانت كلية الهندسة، التي لم تفتتح فيها أقسام للطالبات سوى هذا العام فقط.
وعقدت خلال الملتقى جلستان حواريتان، تناولت أولاهما "طموحات وتحديات المرأة السعودية"، وشاركت فيها كل من: أستاذ أصول التربية بقسم السياسات التربوية في جامعة الملك سعود الدكتورة فوزية البكر، ورئيسة المرصد الوطني للمرأة بجامعة الملك سعود الدكتورة ميمونة الخليل، والمستشارة في المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي الأستاذ المساعد في جامعة جورج واشنطن الدكتورة سمر السقاف، والخبيرة البترولية في شركة أرامكو السعودية عبير العليان، وأدارت الجلسة الأستاذ المشارك بقسم علم النفس بجامعة الطائف الدكتورة حنان عنقاوي.
أما الجلسة الثانية فتطرقت إلى "المقومات والفرص لنجاح المرأة السعودية"، وشاركت فيها كل من سفيرة الريادة البيئية الدكتورة ماجدة أبو راس، وعضو برنامج رائدات التعلم الإلكتروني بالجامعات السعودية الدكتورة منيرة المهاشير، والأستاذ المساعد بمعهد بحوث العلوم النووية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتورة ابتسام باضريس.
وتضمنت فقرات الملتقى عرضاً شعرياً غنائياً أدته طالبات من أعضاء نادي الشعر ونادي الفنون بجامعة الطائف.