تستعد قطر لإبرام صفقة تطبيع مع إسرائيل في مطلع الشهر القادم، وذلك بحسب مصادر خليجية مطلعة، في الوقت الذي تشن فيه هجومًا حادًا على الإمارات والبحرين بعد أن سلكا الطريق نفسه في وقت سابق من الشهر الجاري.
وبحسب المصادر التي وصفتها وكالة "سبوتنيك" الروسية في نسختها الدولية بالمجهولة والمرتبطة بأعلى المستويات الحكومية في العديد من البلدان الخليجية، فإن الدوحة تدرس الآن خيار تطبيع العلاقات مع تل أبيب بوساطة واشنطن.
وفي حديثه عن الصفقة المحتملة بين قطر وإسرائيل، أوضح المصدر أنها قد تتشكل في وقت مبكر من الشهر المقبل، لتصبح ثالث دولة توقع اتفاقًا رسميًا مع إسرائيل في الفترة الأخيرة.
وكشف المصدر عن الثمن المتوقع مقابل الصفقة، مشيرًا إلى أن قطر ستطلب من الولايات المتحدة ممارسة ضغط على الدول المقاطعة لرفع المقاطعة التي بدأت في يونيو 2017، وذلك مقابل التطبيع مع تل أبيب.
وتبحث قطر من خلال التطبيع عن أدوار أكبر لتمارسها في قطاع غزة، إذ إنها تعمل منذ فترة على ترويض حماس، وحفظ أمن تل أبيب، مقابل ملايين الدولارات الشهرية.
يُشار إلى ارتباط الإمارة الخليجية بعلاقات اقتصادية متينة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ تولي الأمير السابق حمد بن خليفة الحكم عقب انقلابه على والده الشيخ خليفة آل ثاني، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين. وتعود جذور هذه العلاقات إلى العام 1996م حينما افتتح رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك شيمون بيريز مكتبًا تجاريًا إسرائيليًا في الدوحة؛ لخدمة المصالح الإسرائيلية.
وتم التوقيع وقتها على اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، كما عرضت الدوحة على إسرائيل في 2011م مدها بالغاز بشكل غير محدود وبأسعار مخفضة بعد توقف ضخ الغاز المصري.
كما كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، المعنية بالشأن الدولي، عن كيفية مساعدة إسرائيل لقطر أثناء أزمتها مع الرباعي العربي، على خلفية دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة، والتدخل في شؤون الدول العربية، مشيرة إلى وقوف إسرائيل ضد التشريع الذي تم تقديمه في الكونجرس الأمريكي والذي كان من شأنه أن يصنف قطر فعليًا كدولة راعية للإرهاب بسبب صلاتها بحماس. فقد تم تقديم التشريع من قِبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب آنذاك إد رويس، ولكن تل أبيب عارضته بشدة، واتضحت معالم معارضتها من خلال عدم ضغطها عبر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، أو غيرها من الجماعات المؤيدة لإسرائيل من أجل تمرير ذلك التشريع، بحسب ما أوردت المجلة.