نصطف مع تركي آل الشيخ

نصطف مع تركي آل الشيخ

لا أحد يستطيع أن ينكر أن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، مسؤول غير عادي وغير تقليدي، سواء في تصريحاته، أو تعليقاته، أو آلية عمله اليومية في إدارة مهام وظيفته؛ وهو ما يفسر تسليط الأضواء عليه، ليس على مستوى السعودية فحسب، وإنما على مستوى المنطقة، وربما العالم.

أراد تركي منذ اليوم الأول لتسلم مهامه أن تكون له بصمة حقيقية في المشهد الرياضي السعودي والعربي؛ فجاء بخطط وبرامج نوعية وشاملة لتحقيق كل ما يحلم به ويتمناه لبلده والوطن العربي، بل إن الرجل استطاع أن يحرِّك الماء الراكد في البيئة الرياضية من خلال أسلوب إداري جديد، ورؤية ثاقبة، جعلت منه شخصية عامة، تتسابق نحوها وسائل الإعلام، ولا تخطئها فلاشات الكاميرات.

يحق لأي شخص أن "يتفق" مع طريقة تركي آل الشيخ في تنفيذ مهام عمله، كما يحق لأي شخص أن "يختلف" معه، أو يتحفظ على أسلوب عمله، ولكن لا يحق مطلقًا أن يلجأ الشخص المختلف معه إلى توجيه الإهانات أو الشم أو التنابز بالألقاب؛ فهذا أمر لا يقبله الدين، ومرفوض اجتماعيًّا وأخلاقيًّا.. فمن السهل جدًّا أن يوجِّه الشخص السباب والشتائم لشخص آخر مستخدمًا أفظع العبارات، ولكن علينا أن ندرك أن الشتم حجة الضعيف قليل الحيلة؛ لأنه فشل في إيجاد أسلوب أكثر احترامًا ورقيًّا للتعبير عن رفضه للشخص الآخر.

تتفقون معي على أن الإساءات التي تعرَّض لها آل الشيخ من بعض جماهير النادي الأهلي المصري في الساعات الأخيرة تجاوزت حدود المنطق والعقل، ولكن أؤمن بأن هؤلاء لا يمثلون كل الجماهير الرياضية للنادي القاهري العريق، أو الجماهير الرياضية المصرية؛ فهؤلاء أرادوا أن ينالوا من العلاقات الأخوية التي تربط بين السعودية ومصر منذ عقود طويلة.. هؤلاء ليسوا من جماهير الأهلي التي تعرف جيدًا ماذا قدَّم آل الشيخ لناديهم من دعم معنوي ومالي كبير وضخم.. وبالطبع، ليس في الأمر منَّة أو تفضل، وإنما هي وقائع مشهودة، ليس من العيب الإشارة إليها في هذا الصدد.

لا أقول سرًّا إذا أكدت أن آل الشيخ يعرف قبل غيره قيمة مصر بوصفها دولة مركزية في المنطقة، ويدرك قيمة النادي الأهلي بتاريخه الرياضي العريق، ومن هنا توجه الرجل لمساندة الرياضة المصرية بشكل عام، ودعم كرة القدم المصرية فيها، واستثمر فيها أموالاً طائلة، وأسس نادي "بيراميدز" العملاق، الذي جذب إليه الأنظار منذ الأيام الأولى لانطلاق الدوري المصري؛ وهذا دليل على تقدير آل الشيخ لمصر وشعبها.. وليس من المنطق أن تقابل بعض الجماهير "الإحسان" بـ"الإساءة"، والجميل بـ"النكران".. هذا ليس من الشيم.

أكرر ما ذكرته بأن من حق أي شخص أن ينتقد تركي آل الشيخ، ولكن ليس بهذا الأسلوب الفظ، ولا بهذه الموجة من الشتائم والإهانات المباشرة، التي طالت الرجل وأهله.. فنحن لا نرضى بهذا الأسلوب، ونساند آل الشيخ، ونصطف معه في خندق واحد، وواثقون بأن الجهات المصرية قادرة على إيقاف الحملة العدائية ضده، ومن ثم العمل على إقناعه بالعودة مجددًا للاستثمار الرياضي في مصر؛ فـ"آل الشيخ" لا يستحق أن يكون هذا جزاءه من وطنه الثاني "مصر".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org