مكافحة الفساد.. هل تشمل "مشاهير السناب"؟

مكافحة الفساد.. هل تشمل "مشاهير السناب"؟

فيما مضى، أيام سطوة الصحافة الورقية وما تشكِّله من منبر إعلاني مهم، لا بديل عنه للتجار.. في تلك الفترة كان يتم التحكم بالمادة الإعلانية، سواء من الصحيفة أو وزارة الإعلام، وتدقيقها من جميع النواحي، حتى قواعد اللغة العربية يتم التدخل فيها وتصحيحها. ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرتها الإعلامية بدأت تسحب البساط من الصحافة الورقية رويدًا رويدًا، بدءًا من الأخبار، ثم بقية أشكال العمل الصحفي، وانتهاء بالمعلِن. ومع ظهور السناب ومشاهيره الذين سيطروا على المشهد، وحصدوا الآلاف من المتابعين والمعجبين، بدأ المعلِن بالتحول إليهم لجذب المستهلك إلى منتجاتهم وبضائعهم وترويجها؛ وهو ما حدا بأغلب هؤلاء "المشاهير" إلى أن يكونوا تجار شنطة؛ يكيلون المديح لمن يدفع ويغدق عليهم بغض النظر عن الحقيقة.. وكم غرروا وخدعوا بدون وجه حق الكثير من متابعيهم في سبيل الحصول على مقابل مالي. وتكمن المشكلة في أنه لا يوجد عليهم رقيب أو متابع لطرحهم كما في الصحف الورقية؛ لذلك أصبحت هذه الساحة ــ في أغلبها ــ مليئة بالكذب والاحتيال، وساعدها على ذلك غياب الجهة الرقابية التي تتابع وتحاسب؟

ومما فاقم الوضع تعقيدًا استعانة الكثير من الجهات الحكومية بمشاهير السناب مثلاً للترويج لمنجزاتها ــ سواء حقيقية أم وهمية ــ متناسين أن أغلب متابعيهم من المراهقين، وأن ذلك لا يصح في هذا المقام للحديث عن منجز حكومي؛ فلكل مقام مقال.

ما يقوم به مشاهير السناب من تدليس على الناس، وبالأخص ما يتعلق بالشق الحكومي، يجب أن يجابَه من خلال مكافحة الفساد. ويمكن التأكد من ذلك إذا رأيت السنابي يكيل المديح لتلك الجهة، ويصوِّر مع مسؤوليها في كل مناسبة، ويحاول إبراز جهود وهمية، لا تمت للحقيقة بصلة.. هنا نعلم أن هذه دعاية مدفوعة وتدليس واضح.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org