أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» دراسة عن «التنافُس الأمريكي-الصيني وانعكاساته على منطقة الشرق الأوسط»، لمؤسس ورئيس المعهد الدكتور محمد بن صقر السلمي.
تبحث الدراسة الزحف الصيني نحو قمَّة النظام الدولي، ترجمةً لرؤيةٍ تبنّاها الحزب الشيوعي بتطوير الصين لتُصبح دولةً متقدِّمةً متوسِّطة المستوى بحلول عام 2035م، وإلى قوَّةٍ عُظمى على مستوى الولايات المتحدة عام 2050م.
ولأنَّ الشرق الأوسط من الأنظمة الفرعية المهمَّة في النظام الدولي، تهتم الدراسة بتناول أهم التطوُّرات لمؤشِّرات المنافسة الإستراتيجية في الإقليم خلال العقد الأخير، مثل توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين الصين وإيران.
وتستدعي هذه التطوُّرات تساؤلاتٍ طرحتها الدراسة، حول مدى التغيير الذي سيطرأ على سياسة الولايات المتحدة والصين في الشرق الأوسط بناءً على هذا التنافُس، وما التأثيرات التي سيُفضي إليها على مستوى الإقليم، وما الفُرص والتحدِّيات والخيارات أمام دول المنطقة في ظلّ تصاعد الاستقطاب بين هاتين القوَّتين.
ومما تناولته الدراسة «السياستان الأمريكية والصينية تجاه الشرق الأوسط بين الاستمرارية والتغيير»، من خلال: الأهمِّية والمكانة الإستراتيجية للإقليم في منظور البلدين، والنفوذ العسكري الأمريكي في مقابل النفوذ الاقتصادي للصين، والشكوك حول تراجُع أهمِّية الشرق الأوسط في ظلّ توجُّهات بايدن، ومدى استعدادات الصين والقُوى المنافسة لتعزيز الحضور وموازنة الضغوط الأمريكية. كما تناولت «أثر الاستقطاب الأمريكي-الصيني على منطقة الشرق الأوسط»، من خلال انعكاسات التنافُس على الشرق الأوسط في ظلّ تفادي العداء المباشر، وانعكاسات التنافُس على الشرق الأوسط في ظلّ الاتّجاه نحو قطبية جديدة.
واستعرضت الدراسة «الفُرص والتحدِّيات والخيارات أمام دول الشرق الأوسط»، وحُدّدت الفُرص عبر خلق توازن قُوى جديد والتخلُّص من قيود الأُحادية القطبية، وإمكانية احتفاظ دول المنطقة بعلاقات متنوِّعة بين القوَّتين المتنافستين، وتوفير مُشترٍ بديل لنفط الشرق الأوسط بعد تراجُع أهمِّيته للولايات المتحدة، والاستفادة من موقف القوَّتين من تحقيق الاستقرار الإقليمي، ووجود شريك تجاري بديل لدعم الخطط التنموية. وحُدّدت التحدِّيات من خلال تدخُّل الصين في الصراعات الإقليمية وتفاقُم حالة عدم الاستقرار، ومعاقبة القوَّتين للدول التي تنخرط في محاور ضدّهما، والضغوط الأمريكية على دول المنطقة للحدّ من علاقاتها الاقتصادية بالصين وتأثيرها في الخطط التنموية، وتعرُّض المنطقة لحرب باردة جديدة مع تزايُد الحضور العسكري الصيني، والانحيازات الصينية. أمّا الخيارات فقد حُدّدَت من خلال اختيار سياسة متوازنة بين القوَّتين لتعظيم المكاسب، وتعزيز الاستقلالية الإستراتيجية لدول الشرق الأوسط، وإعادة التموضُع الإقليمي وتكثيف الشراكة مع القُوى المتوسِّطة.
الدراسة متاحة على: https://rasanah-iiis.org/?p=24392