تشارك المملكة دولة الكويت حكومةً وشعبًا احتفالاتها بمناسبة اليوم الوطني الـ60 والذي يأتي في ظل وحدة الصف الخليجي، وتصالح الأشقاء بعد القمة الخليجية في العلا.
ويحرص البلدان الشقيقان على المشاركة الشعبية في الفعاليات الوطنية التي ينظمها كلا البلدين سنويًا، مثل: اليوم الوطني، ومعرض الكتاب، المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل وغيرها من الاحتفالات.
ويؤكد التفاعل الرسمي والشعبي في المملكة مع الاحتفالات الكويتية، عمق العلاقة الأخوية بين القيادتين، ويعكس الروابط الاجتماعية المتأصلة بين الشعبين الشقيقين.
وامتازت العلاقات بين البلدين بأنها وطيدة ومتينة، ويربطها مصير مشترك، كما تمتاز بأنها علاقة أخوية عوضًا عن الزيارات المتكررة في كل عام بين الوسطاء والأمراء في كِلا البلدين.
عمق تاريخ للعلاقات بين البلدين
كما تميزت العلاقات السعودية الكويتية عن غيرها من العلاقات بعمقها التاريخي الكبير الذي يعود إلى عام 1891م حينما حل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمهما الله – ضيوفًا على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902م .
وحرص الملك عبدالعزيز- رحمه الله - على توثيق وشائج المودة مع دول الخليج العربي، ومنها دولة الكويت التي زارها خلال الأعوام : 1910 م، 1915م، و1936م، وذلك حينما كان يؤسس قيام الدولة السعودية في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها في ذلك الوقت.
كما وقع الملك عبدالعزيز – رحمه الله – عددًا من الاتفاقيات الدولية، ومنها ما تم مع حكومة الكويت في الثاني من شهر ديسمبر 1922م، وهي اتفاقية العقير لتحديد الحدود بين المملكة والكويت، وإقامة منطقة محايدة بين البلدين، وذلك بدعم من الملك عبدالعزيز آل سعود، والشيخ أحمد الجابر الصباح – رحمهما الله -.
(إما أن تعود الكويت .. أو تروح السعودية معها)
وبنيت العلاقات السعودية والكويتية على أسس راسخة، حيث يجمع بين السعودية والكويت روابط الدم والدين واللغة، وتجانس الأسر والمصاهرة، وحسن الجوار الممتد لعدة قرون؛ بشكلٍ قلَّ نظيره بين أيٍّ من بلدان العالم.
كما تجمع ملوك المملكة بأمراء الكويت منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- علاقة شخصية وإستراتيجية عميقة، تؤكد معنى الأخوة والمواقف والمصير المشترك.
وقد شاركت المملكة قوات التحالف في حرب الخليج الثانية لطرد القوات العراقية من البلاد، وحينها قال الملك فهد كلمته الشهيرة: "إما أن تعود الكويت، أو تروح السعودية معها".
ولا شك أن كلا البلدين الشقيقين بما يملكانه من مقومات سياسية أو اقتصادية كبيرة وروابط اجتماعية متميزة كل ذلك كان له أكبر الأثر في خدمة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية إلى جانب الإسهام بكل فاعلية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
(زيارات خادم الحرمين وولي العهد)
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – قد زار دولة الكويت - بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد - في شهر ديسمبر 2016م، في حين سبق له – أيده الله – زيارة الكويت عندما كان أميرًا للرياض، وكذلك عندما كان وليًا للعهد حيث ترأس وفد المملكة في اجتماع القمة العربية التي عقدت في الكويت عام 2014م.
كما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – أخاه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عدة مرات خلال زياراته للمملكة، ومنها في يونيو 2017م ، وكذلك في أكتوبر 2017م.
وحرص سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على تجديد هذه العلاقات بالزيارة التي قام بها للكويت عام 2018، والتي تعد الثانية إذ زارها في شهر مايو 2015م، والتقى حينها صاحب السمو أمير دولة الكويت، وبحث سموهما العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين.