وزير الإعلام يترأس أعمال اجتماع الجمعية العامة لـ"يونا"

قال: وكالات الأنباء تواجه تحديات مهنية في صناعة المحتوى
وزير الإعلام يترأس أعمال اجتماع الجمعية العامة لـ"يونا"

ترأس وزير الإعلام رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامية "يونا"، تركي بن عبدالله الشبانة، اليوم؛ أعمال اجتماع الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة للاتحاد، بحضور ممثل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي المدير العام للديوان وكبير المستشارين بالمنظمة الدكتور عبدالله الطاير، رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية رئيس الجمعية العامة للاتحاد عبدالله بن فهد الحسين، ومدير عام اتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي عيسى خيره روبله ، وأعضاء الجمعية العامة من الدول الأعضاء بالمنظمة، وذلك بمقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة .

وفي بداية الاجتماع رحب "الشبانة" بالحضور، آملاً أن يحقق الاجتماع الأهداف التي عُقد من أجلها.

وقال: لا يخفى عليكم ما تواجهه وكالات الأنباء من تحديات مهنية سواء على مستوى صناعة المحتوى، وتقديم محتوى إعلامي يتناسب مع التدفق الهائل والسريع للأخبار وتعدد الاحتياجات المعرفية للمتلقين، أو على مستوى تعزيز حضور الوكالات في منصات الإعلام الجديد، وضمان وصولها الى مستخدمي هذه المنصات من خلال تنويع أساليب النشر، وتوظيف الوسائط الرقمية كالفيديو والانفوجرافيك، وغيرها من الوسائط التي تتيح جمع النصوص والصوت والصورة في إطار واحد وتضمن جذب المتلقين وإثارة انتباههم من خلال المحتوى الجيد.

وأضاف: بالرغم من أن النظرة السائدة في دولنا تميل نحو اعتبار وكالات الأنباء الرسمية الوسيلة الأكثر مصداقية خصوصا في نقل الخبر الحكومي، إلا أن هذا لا ينبغي أن يثنينا عن مواصلة تطوير أدواتنا وتحديثها خصوصا في ظل ما تشهده الآن من تنوع كبير في مصادر الأخبار نتيجة للطفرات التقنية، التي سمحت لبعض الجهات المشبوهة أو المجهولة بنشر الشائعات وتزييف الأخبار لخدمة أجندتها والتشويش على المصادر الرسمية المعتمدة، وفي طليعتها وكالات الأنباء.

وأكد الحاجة إلى مواكبة التطور الذي شهدته صناعة الإعلام والتغيرات والمستجدات التي تتطلب تفاعل سريع منا في اتحاد الوكالات الإسلامية ومراجعة لأنظمة ولوائح الاتحاد لتحديثها والتحقق من مناسبتها للمرحلة الزمنية الحالية والتطور الذي شهدته تقنيات الاتصال الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.

كما شدد على ضرورة تطوير نموذج إداري وآلية تواصل فعالة للاتحاد بما يضمن نشر الأخبار والمحتوى الإيجابي في جميع وكالات الأنباء الدول الإسلامية بأسلوب جاذب وطريقة احترافية مع الاستفادة من الاتحاد كجهة تمثل جميع دول العالم الإسلامي، ويمكّن لها كسفير إعلامي للدول الإسلامية التصدي لأي طرح سلبي عنها في وسائل الإعلام.

وأشار إلى بحث سبل الاستفادة من الإعلام الجديد والتقنيات الرقمية الحديثة ونماذج الربحية في شركات الإعلام العالمية؛ مثل: جوجل، ونيتفليكس، في إيجاد مصادر دخل مستقلة للاتحاد بالاستفادة من مكانتها المرموقة كممثل لجميع وكالات أنباء الدول الإسلامية.

واختتم وزير الإعلام كلمته بالتأكيد على التكاتف في ظل كل التحديات والعمل بروح الفريق الواحد في إطار مبادئ العمل الإسلامي المشترك التي أرستها منظمة التعاون الإسلامي، منوهاً بتفعيل الدور التنسيقي والتطويري لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي وذلك نظراً لخبرته الكبيرة في التعاطي مع قضايا الإعلام والتعامل مع هذا النوع من التحديات، مقدماً معاليه شكره للمدير العام للاتحاد على جهوده طيلة الفترة الماضية.

وألقيت كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين؛ حيث ألقاها نيابة عنه، المدير العام للديوان وكبير المستشارين بالمنظمة الدكتور عبد الله الطاير، قال فيها: لقد أنشئت وكالة الأنباء الإسلامية الدولية في العام 1972م، وذلك بعد ثلاث سنوات من تأسيس هذه المنظمة التي تعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، ونحتفل هذا العام بمرور 50 عاماً على تأسيسها.

وأكد أن التحدي الذي يواجه الإعلام اليوم، بوسائله الجديدة، ليس المحتوى ولا سرعة انتشاره، وإنما مصداقية الخبر، ووكالات الأنباء في الدول الأعضاء تتمتع بالمصداقية.

ولفت إلى أن اتحاد "يونا" يمكن أن يقوم بدور مهم في تنسيق جهود وكالات الأنباء الإسلامية، وفي التدريب، والدعم، وممارسة الاتصال العابر للقارات واللغات أيضا.

وقال: اتحادكم بحاجة ماسة للدعم المادي الثابت والمستقر من جميع الدول الأعضاء لكي يستمر ويتطور، وفي هذا السياق، يطيب لي أن أذكّر بالقرارات الصادرة التي دعت إلى دعم مؤسسات العمل الإعلامي الإسلامي المشترك، وفي مقدمتها اتحاد وكالات الأنباء، وتطوير فاعليته، وتسديد إسهامات الأعضاء في ميزانيته، والمشاركة في أعماله بفعالية، والاستفادة من الخدمات التي يقدمها .

وشكر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي جميع الدول الأعضاء الملتزمة بتسديد إسهاماتها المالية في ميزانية الاتحاد، مُقدراً عالياً الدور الذي يبذله معالي وزير الإعلام رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي تركي الشبانة، ورغبته الأكيدة في إحداث تطوير نوعي في هذا الجهاز المهم.

بعد ذلك ألقى رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية، رئيس الجمعية العامة للاتحاد عبدالله بن فهد الحسين كلمةً قال فيها:تُمثِّلُ هذه الدورة الاستثنائية ، للجمعية العامَّة لاتحادِ وكالاتِ أنباءِ دولِ منظَّمة التعاون الإسلامي، فرصةً لتفعيلِ دورِ الاتحاد، وتمكينه من التعاملِ مع التحدِّيات الإعلاميةِ في عالمنا الإسلامي، والعمَلِ على توحيدِ جهودِ وكالاتِ الأنباءِ الأعضاء في إطارِ مبادئ ومواثيق العمل الإسلامي المشترك التي رأستها منظمة التعاون الإسلامي ، وأكدتها قراراتُ المؤتمراتِ الإسلامية لوزراء الإعلام.

وأضاف: تواجه دولنا الأعضاء الكثير من التحدِّياتِ ذاتِ الطابع الفكري والإعلامي، فهناك أهمية كبرى إلى إيلاءِ قضايانا المشتركة ما تستحقه من اهتمام إعلامي، وفي مقدمتها قضية فلسطين، والقدس الشريف، كما أنَّ هناك أهمية لخطابٍ إعلامي قوي لمكافحة الإرهاب والتطرف، ونقْدِه، وتفْكيكِ ما قام عليه من ادِّعاءاتٍ وشبهاتٍ ودحْضِه، وبيانِ تناقُضِه الصريح مع مبادئِ ديننا الحنيف.

وأشار "الحسين" إلى الحاجة لتطوير عمَلِ وكالاتِ الأنباءِ في كثيرٍ من الدول الأعضاء، على مستوى البنية التقنية، وعلى المستوى المهني للصحفيين بما يؤهِّلُها لمواكبةِ التحوُّلاتِ التكنولوجيةِ في إعدادِ ونشْرِ الموادِّ الإعلامية، ويجعلها قادرة على الوصول إلى المتلقي، مؤكداً ضرورة مدِّ جُسُورِ الحوارِ مع الوكالات العالمية خارج دول "منظمة التعاون الإسلامي"، لمعالجةِ الصُّورِ النَّمطيَّة، وتعزيز التسامح بين الثقافات المختلفة.

وأوضح أن اتحاد وكالاتِ أنباءِ منظَّمة التعاون الإسلامي منذ تحويله من "وكالة أنباء إسلامية" إلى "اتحاد لوكالات الأنباء" ، بقرارٍ صادرٍ عن الجمعية العامَّة الأخيرة في 15 أكتوبر 2017م ، كان يهدف إلى إعدادِ مجموعةٍ من البرامج تتعامل في مجملها مع هذه التحديات، وهذه البرامج تتطلَّبُ مُسَاندَةَ جميعِ الوكالاتِ الأعضاء، لتنفيذِها على الوجهِ المطلوبِ الذي يحقِّقُ تطلُّعاتِنا، مجدداً في هذا الصَّدد تأكيد دعم "وكالة الأنباء السعودية" للاتحاد ، انطلاقاً من الالتزامات التاريخية للمملكة العربية السعودية في دعم مؤسسات العمل الإسلامي المشترك، وحرصاً على توظيف قدراتنا وخبراتنا المتراكمة لخدمةِ المؤسساتِ الإعلاميَّةِ في الدولِ الإسلامية " .

وبيّن رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية رئيس الجمعية العامة للاتحاد؛ أن الاتحاد يطمح من خلال الدعم والتوجيه إلى تكثيف جهوده خلال الفترة المقبلة ، لخدمة الدول الأعضاء في عدة مجالات تتمثل في تعزيز التبادل الإخباري بين وكالات الأنباء الأعضاء ، حيث عمل الاتحاد على بناء منصَّة إخبارية لتوفير محتوى إعلامي مشترك يمكن الاعتماد عليه في تكوين معرفة أصيلة عن الدول الإسلامية، لتصبح بذلك وكالاتُنا المصْدَرَ الذي نعتمدُ عليه في معرفةِ أخبارِ دولِنا، وما تشهده من تطوراتٍ على جميع الأصعدة؛ الأمر الذي من شأنه أنْ يُقلِّلَ من الاعتمادِ على الوكالاتِ الأجنبيةِ في استقاءِ المعلومات ، ويحدَّ من ظاهرة تدفُّقِ الأخبار باتجاه واحد، والتي أدَّتْ في كثير من الأحيان إلى تقديم صورة غير حقيقية عن دولنا .

وأشار إلى بناء القدرات الإعلامية لوكالات الأنباء الأعضاء، من خلال البرامج التدريبية التي تهدف إلى رفع مستوى العاملين في الوكالات، وتأهيلهم للتكيف مع ما تشهده الفترة الحالية من التدفق الهائل في المعلومات، والاتساع الكبير في مجالات المعرفة البشرية، وما يتطلَّبُه كُلُّ ذلك من محتوى إعلامي مميز قادر على الجذب والإقناع .
وأكد أهمية تعزيز التنسيق والتواصل بين الوكالات الأعضاء من جهة ، وبين الوكالات الدولية من جهة أخرى ، والقائمين على إدارة وسائل الإعلام الأجنبية ، لتشجيع الحوار الثقافي، وتعزيز المضامين الإعلامية عن التعددية والتسامح والتعايش في وسائل الإعلام.

وألقى المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا" عيسى خيره روبله؛ كلمة أكد خلالها أهمية مناقشة أوضاع هذه المؤسسة الإعلامية العريقة، متطلعا أنْ يُسفرَ الاجتماعُ عنْ قراراتٍ مهمة تدعمُ عملَ الاتحادِ ، وتُعزِّزُ مكانَتَهُ ضمن أجهزة منظمة التعاون الإسلامي، خصوصاً وهو ينوء بعبء الرسالة الإعلامية للمنظمة، ويسعى جاهداً لتنفيذ أجنداتها في مجال الإعلام.

ونوه بحرص الاتحاد منذ تحوله من "وكالة أنباء إلى اتحادٍ لوكالاتِ أنباءِ دولِ منظمةِ التعاونِ الإسلامي"، على أنْ يكونَ مظلَّة جامعةً لوكالاتِ أنباءِ الدولِ الأعضاء، يعزِّزُ التنسيقَ فيما بينها، ويدفعُ باتجاه عملٍ مشتركٍ في إطار غاياتِ وأهدافِ منظمةِ التعاونِ الإسلاميِّ، الصوتِ الجامعِ للعالم الإسلامي المثقلِ باحتياجاتِه ومطالبِه، بما في ذلك الإعلام والاتصال، لمواجهةِ التحدياتِ في الفضاء الإعلامي.

واستعرض "روبله" العديد من البرامج والأنشطة التي نفذها الاتحادُ خلال العامين الماضيين، التي تفاعلت مع بعض هذا التحديات، سواءً على مستوى تعزيز التبادل الإخباري بين الوكالات الأعضاء، أمْ على مستوى تنشيط برنامج الزيارات والوفود الإعلامية، للتعريف بالدول الإسلامية، ومقدراتها الحضارية والاقتصادية، إضافة إلى المشاركة الفاعلة في البرنامج العشري لمنظمة التعاون الإسلامي، وتمثيل وكالات الأنباء الأعضاء في المهرجانات الثقافية للمنظمة.

وتوجه بالشكر للدول الملتزمة بالسداد، وفي مقدمتها دولةُ المقر المملكة العربية السعودية التي لم تدخر جهداً لدعم الاتحاد ، وتقديم التسهيلات الضرورية لإنجازِ أعماله، مستندةً في ذلك إلى تجربتها العريقة المشهود لها ، في دعم العمل الإسلامي المشترك، ومؤسساته، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، ومملكة البحرين، على دعمهم للاتحاد، وأنشطته، وسداد المساهمات بانتظام.

وقد وافقت الجمعية العامة لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي على عدد من القرارات منها قبول الاستقالة التي تقدم بها مدير عام اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامية، عيسى خيره روبله ، وتشكيل لجنة برئاسة معالي رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد وكالات أنباء دول المنظمة ، وعضوية كل من ممثلي دول فلسطين ، وماليزيا ، وجيبوتي ، لاستقبال ترشيحات الدول لتولي منصب مدير الاتحاد ، وتفويض اللجنة في اختيار المرشح الأكثر كفاءة بناء على لوائح وأنظمة الاتحاد، وتمديد فترة تلقي ترشيحات الدول لتولي منصب المدير العام للاتحاد حتى يوم 25 ديسمبر 2019م ، واعتماد الحساب الختامي للميزانية لعامي 2017-2018 م ، والتقارير المالية ، وإقرار مشروع الموازنة التشغيلية للعام 2020م .

وأصدر الاجتماع الاستثنائي عدداً من التوصيات المتمثلة في سرعة العمل من أجل هيكلة الاتحاد لتفعيل دوره لخدمة القضايا الإسلامية بما يتواكب والتطورات الحديثة في المجالات الإعلامية، وحث الدول على الالتزام بسداد مساهمتها في ميزانية الاتحاد حتى يتمكن من القيام بدوره المكلف به، وحث وكالات الانباء الأعضاء على التعاون مع الاتحاد في تنفيذ أنشطته وبرامجه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org