حذر الطبيب هيثم محمود شاولي من انعكاسات توافد الطلاب على الجامعات ابتداءً من يوم غدٍ لأداء الامتحانات، مبينًا أن ذلك لا يتوافق مع مؤشرات تزايد الفيروس في هذه الفترة، وما قد يشكل من تفشٍ للعدوى بشكل أخطر، مهما كانت التدابير الاحترازية المتخذة.
مخاوف عدوى الوباء
وأضاف "شاولي": "مازالت الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتطويق ومحاصرة فيروس كورونا الذي أصاب الملايين من البشر، وقد حققت في ذلك نتائج إيجابية كبيرة أدت إلى انتعاش الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وتحقق كل ذلك بجهود الدولة وبوعي أفراد المجتمع وتفهمه بتحديات المرحلة، خصوصًا بعد قرار خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الحكيم بتقديم الامتحانات بهدف حماية الطلاب والطالبات من سرعة انتشار عدوى الوباء في المرحلة القادمة والتي تُعرف بالموجات المتتالية، لكن القرار الذي اتخذته وزارة التعليم بإجبار الطلبة في الكليات الجامعية بأداء الامتحانات حضوريًا بعد ما كان يؤدونها (عن بعد) يشكل خطرًا من جديد".
ارتفاع منحنى الإصابات
وأشار "شاولي" إلى أن القرار لا يتفق مع ظروف ومعطيات هذه المرحلة، خصوصًا هذه الأيام التي نشهد فيها عودة ارتفاع منحنى الإصابات، فمهما كانت التدابير الاحترازية والوقائية، إلا أن المخاوف تظل كبيرة في إمكانية تعرض أي طالب -لا قدر الله- للإصابة، وبالتالي نقله لجميع أفراد أسرته، والتي لن تخلو بالتأكيد من كبار السن، وقد تؤدي لهم بمضاعفات خطيرة.
تجربة دول العالم
ويستشهد الدكتور شاولي في هذا الإطار بعودة انتشار كورونا مجددًا، وبشكل أكبر من أي وقت مضى في تلك الدول التي فتحت المدارس والجامعات، وعانت بعدها كثيرًا، فأعادت النظر في القرار، وأغلقت المدارس والجامعات مرة أخرى بعد أن لاحظت ارتفاع نسب الإصابات بين الطلبة الدارسين.
خطورة السلالات الجديدة
ويواصل الدكتور "شاولي" حديثه قائلاً إن ما يزيد من خطورة الأمر أن السلالات الجديدة لفيروس كورونا اكتسبت خاصية سرعة الانتشار والعدوى، وبالتالي فإن الخطورة مازالت قائمة، وتتطلب التعامل مع معطياتها بحذر ويقظة.
وأكد أن نجاح مراحل التصدي لفيروس كورونا مازالت إلى الآن مرهونة على الوعي المجتمعي، إذ تعد مسؤولية الفرد أكثر في هذه الفترة الحرجة انطلاقًا من أن الفيروس ما زال موجودًا ولم يضعف؛ لذا لابد أن يدرك كل فرد في المجتمع دوره في تطويق فيروس كورونا.
ضرورة أخذ التطعيم
واختتم الدكتور شاولي حديثه بالقول: "تبذل الجهات الصحية جهودًا كبيرة في توعية أفراد المجتمع، وتحث على ضرورة أخذ التطعيم واستمرار ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي أينما توجه الشخص، فمن واجب أفراد المجتمع التعاون مع جميع الجهات في التقيد بالتدابير الاحترازية، والمبادرة بأخذ التطعيم، واستمرار تطبيق الاشتراطات الصحية".