رحيل يهز 3 أجيال .. القابلة السورية "راجية" .. قصة وفاء بلا زواج ووصية لـ "ابن عثيمين"

انحنى ظهرها وشاخ جسدها وشاب شعرها حباً للسعودية .. عملت بكل تفانٍ ومطالبات بتكريمها
رحيل يهز 3 أجيال .. القابلة السورية "راجية" .. قصة وفاء بلا زواج ووصية لـ "ابن عثيمين"

ضرب أهالي عنيزة أروع أمثلة الوفاء بمطالباتهم بتكريم ممرضة سورية تدعى "راجية مصطفى"؛ كانت تعمل بمهنة "قابلة" بالسلك التمريضي بمستشفى الملك سعود بعنيزة؛ بعد أن قدّمت الكثير من جهدها وعمرها لخدمة النساء بقسم الولادة لأكثر من نصف قرن ووُلد على يديها ثلاثة أجيال.

وجاءت "راجية" - التي تُوفيت أمس عن عمر يناهز الثمانين عاماً - إلى المملكة وهي بعمر ١٨ عاماً وعلى الأرجح بين عامَي ١٣٨١ - ١٣٨٢ وعملت بالتمريض وكانت تشرف على حالة الوضع للزوجات، وعُرفت بتفانيها والتسهيل على النساء، خاصة مع ما تتعرض له المرأة في حالة الولادة من مضاعفات، وكانت تحل محل أطباء وطبيبات النساء حالياً.

وعلى يد "راجية" وُلد المئات من أبناء وبنات القصيم عامة وعنيزة خاصة، وزفّت البشرى لمئات الآباء والأمهات عندما كانت تقف على الحالة وتشرف عليها حتى انحنى ظهرها وشاخ جسدها وشاب شعرها وهي تمارس مهنتها بكل تفانٍ وإخلاص؛ حيث رفضت "راجية"؛ المغادرة لموطنها لشدة تعلقها وحبها للسعودية.

ورغم قربها من الزوجات والعمل داخل الأقسام النسائية فلا صوت غير أنين الولادة وصراخ المواليد لحظة قدومهم للدنيا وشغفها بمهنتها، فهي لم تتزوج قط، ومع اندثار مهنة القابلة وتطور الطب استمرت هي تعمل فيها حتى أوصى عليها الشيخ العلّامة محمد بن عثيمين؛ قبل وفاته، رحمه الله، وقبل نحو عام دهمها المرض مع الشيخوخة لتنتقل، أمس، إلى الرفيق الأعلى؛ حيث يصلى عليها عصر اليوم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org