قليلة هي اللحظات التي تترك أثرًا عميقًا على مشاهديها، ومن بينها فيديو لا تزيد مدته عن دقيقتين؛ لكنه يلخص آلاف الكلمات عن عدم اليأس، في واقعة حدثت لطفلة (9 سنوات) وهي تحاول الوصول إلى أخيها فوق الجليد المنزلق في نهاية شارع منحدر وسط العاصمة الأوكرانية كييف.
وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، التقطت كاميرا مراقبة، معركة الطفلة ماريا مويسينكو، ضد الظروف الجوية القاسية وهي تسير بشارع أندرييفسكي أوزفيز، وسط كييف.
كانت ماريا عائدة من المدرسة، وعليها أن تمر على أخيها الصغير الذي ينتظرها في نهاية الشارع كي يعودا معًا إلى المنزل.
لكن في الفيديو الذي التُقط في 10 أكتوبر الماضي، ونُشر مؤخرًا؛ كان الطقس سيئًا والجليد قد تراكم على أرضية الشارع المنحدر؛ فظهر المارة وهم ينزلقون إلى أسفل، أما ماريا فكان عليها أن تصعد المنحدر المنزلق.
وتُظهر اللقطات الطفلةَ وهي تضع حقيبة المدرسة على ظهرها، وتحاول صعود الرصيف فوق الجليد الشفاف المنزلق؛ لكنها تسقط مرارًا، وتحاول دون يأس حتى تمتد لها يد رجل عابر، فتسير على الرصيف ثلاث أو أربع خطوات قبل أن تنزلق مرة أخرى وتسقط أسفل الرصيف، وتبدأ محاولات جديدة دون جدوى.
وفي لحظة ما، وضعت قفازات في يديها، وصعدت على الرصيف وسارت على يديها وساقيها، واستمرت هكذا لمسافة؛ لكن ما إن نهضت على ساقيها حتى انزلقت مرة أخرى وسقطت أسفل الرصيف، ومع فشل محاولاتها لصعود الرصيف، قررت تغيير خطتها وخط سيرها؛ حيث راحت تعبر الشارع، ربما كان الرصيف الآخر أقل انزلاقًا، لينتهي الفيديو وماريا ما زالت تسقط وتنهض وتحاول الوصول إلى أخيها.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية عقب نشر الفيديو؛ أوضحت ماريا أنها تمكنت في النهاية من الوصول إلى شقيقها الذي كان ينتظرها، وعادا إلى المنزل معًا.
وقالت الطفلة التي تمارس الجمباز: كان الرصيف زلقًا لدرجة أنه كان من المستحيل أن أبقى على قدمي؛ لكني أعرف كيف أسقط بشكل صحيح فلا أصاب.
وأضافت ماريا: سقطت 40 مرة، وأصبت بكدمات في ركبتي دون جروح؛ لكنها لم تؤلم.
وقالت والدتها إينا مويسينكو: إن ماريا وإخوتها تعلموا أن يدعموا بعضهم وألا يستسلموا.
وأضافت مويسينكو: "ماريا لديها روح قوية، ولا تيأس، والحمد لله أنها لم تصب بجروح خطيرة".