يومًا وراء الآخر تتصاعد التوترات في منطقة الخليج العربي من جراء التصرفات الإيرانية المتهورة التي تهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية في المنطقة، وآخرها احتجاز طهران الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو في مضيق هرمز في تصعيد حاد لأزمة الملاحة في المضيق الحيوي.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك أمس السبت أن الحرس الثوري الإيراني أجبر الناقلة البترولية "مصدر" التابعة لسوناطراك أمس على تغيير وجهتها نحو المياه الإقليمية الإيرانية عندما كانت عابرة لمضيق هرمز.
ويظل مضيق هرمز القاسم المشترك في الأحداث والتوترات الأخيرة. فما قصة ذلك المضيق الذي تهدد إيران سلامة وأمن الملاحة البحرية من خلاله؟
ما أهمية مضيق هرمز؟
يفصل مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، وعبره يسير شريان الطاقة إلى العالم؛ إذ من خلاله تُضخ صادرات النفط العربية إلى الأسواق. وتقول الأرقام إن ما بين 20 إلى 30 ناقلة نفط تعبره يوميًّا.
يعد المضيق، الذي يبلغ عرضه 50 كيلومترًا، وعمقه 60 مترًا، من أقدم الممرات البحرية في العالم.
ويسهم المضيق في نقل نحو 85 في المئة من صادرات النفط الخام إلى الأسواق الآسيوية، ويعبر من خلاله بين 30 إلى 40 في المئة من النفط المنقول بحرًا على مستوى العالم.
ووفقًا للمعلومات المتوافرة، تصدِّر السعودية نحو 88 % من إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، والعراق 98 %، والإمارات 99 %، وكل نفط إيران والكويت وقطر. كما أن اليابان أكبر مستورد للنفط عبر مضيق هرمز.
وحسب إحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، مرَّ عبره نحو 18.5 مليون برميل نفط يوميًّا خلال 2016.
وفي 2017، مرّ عبره نحو 17.2 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات يوميًا، وفق شركة "فورتيكسا" للتحليلات النفطية، وخلال النصف الأول من عام 2018، مرّ عبر المضيق نحو 17.4 مليون برميل يوميًا.
ومع بلوغ الاستهلاك العالمي للنفط نحو 100 مليون برميل يوميًا، فإن ذلك يعني أن قرابة خُمس تلك الكمية يمر عبر مضيق هرمز.
مَن الذي يتحكم في المضيق؟
يعد المضيق في نظر القانون الدولي جزءًا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
إلا أنه بطبيعة الحال يخضع المضيق لتحكم بعض الجزر الواقعة التي تقع بمحاذاته، وهي جزر طنب الكبرى، والصغرى، وأبو موسى، وهي الجزر المتنازع عليها بين إيران والإمارات، وجزر هرمز، ولاراك، والقشم، وهنيام، وهي جزر تقع تحت السيادة الإيرانية، على الرغم من ماضيها العربي، وكذلك شبه جزيرة مسندم وجزر سلامة وبناتها، وهي المناطق التي تتبع سلطنة عُمان.