أكد المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، أنه لا محذور شرعيًّا مطلقًا يمنع من ارتداء العقال، مستشهدًا بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لبس العقال الأبيض والأسود، ومشيرًا إلى أهميته ودوره في تثبيت الغترة في الصلاة وفي غيرها.. لافتًا إلى أن عدم لبسه من العلماء الدعاة وطلبة العلم والمشايخ في السعودية يعود للعرف والعادة، وهما محكمان؛ فالعادات قاهرات.
وقال: "أنا وإخواني لو أن أحدنا لبس العقال لأصبح في مرمى نقد الناس وسخريتهم وهمزهم ولمزهم في مجالسهم وأحاديثهم شهرًا كاملاً!! والإنسان يخشى كذلك المجتمع؛ فهو سليط وحساس؛ فلا بد من مراعاة مثل هذه العادات، وعدم الخروج عليها؛ حتى لا تلفت الأنظار إليه، وتتسبب في الإساءة لسمعة الإنسان".
جاء ذلك خلال رده اليوم في برنامج "فتاوى" على القناة السعودية الأولى عن حديث طلبة العلم عن لبس العقال، وقال: "نحن أكثر من يتأذى عند الصلاة من عدم لبس الغترة بدون عقال؛ فتشغله خلالها.. ولو كان هناك عقال يثبتها لكان هذا أفضل".
وأشار إلى أن "عدم لبس العقال عادة، ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- لبس العقال الأبيض والأسود؛ فما نقول إنه حرام، وإنما أصبح سمة من سمات العلماء، وصفة من صفات طلبة العلم".
واستدرك: "لكن نحن نجد فقهاء وعلماء لهم اعتبارهم، ولهم قيمتهم في المكانة العلمية، ونرى الآن مجموعة كبيرة من طلبة العلم في دول الخليج والبلاد العربية الأخرى، يلبسون العقال، ولم يؤثر ذلك في كرامتهم، ولم يقلل من مكانتهم، لكن العادات قاهرات".
وأكد الشيخ المنيع أن الإنسان لو كان مرتديًا الفانيله والسروال، والعورة الشرعية مستورة بشكل كامل، لا يستطيع أن يخرج للسوق حتى لو أُعطي مبالغ كبيرة؛ حتى لا يتعرض لاتهام في عقله وفي سمعته.
وفي ختام السؤال طلب مقدم الحلقة الإعلامي خالد الرميح من الشيخ المنيع أن يظهر للمشاهدين في الحلقة المقبلة مرتديًا العقال، فكان رده ضاحكًا: "بشرط أن تتحمل مسؤولية لبسي العقال أمام الناس في التلفزيون، فالله يعينك".