"راجح الحربي"؛ شاب لم تمنعه الظروف الصحية والمادية القاسية التي مرّ بها من مواصلة طموحاته، رغم معاناته منذ بداية شبابه التي تعدّدت من فشل كلوي وعدم توفيقه في متبرع، مروراً بإعاقة وصداقته للكرسي المتحرّك، إلى ديون مادية بلغت ما يزيد على ربع مليون ريال.
وتعود معاناته الصحية، كما يرويها لـ "سبق"، إلى قرابة عقديْن من الزمان عندما أُصيب بفشل كلوي في آخر مرحلة بالمرحلة الثانوية، إلا أنه تغلب على تلك المعاناة -بتوفيقٍ من الله- فواصل تعليمه الجامعي بكلية العلوم الصحية بأبها، وكان طوال فترة دراسته يتنقل بين الكلية ومراكز غسيل الكلى حتى أتمّ الدراسة بالنجاح.
ولم يكتفِ بذلك؛ بل واصل مسيرة النجاح ليلتحق بوزارة الصحة في تخصص مساعد طب أسنان، وتدرج في عمله من العيادة إلى أمين مستودع أسنان، إلى مساعد إداري بإدارة طب الأسنان بصحة القنفذة، إلى مدير مركز طب الأسنان بالقنفذة.
إلا أن المعاناة لم تتوقف هنا؛ بل أصيب بحادث مروري ما أعاق حركته ووقوفه على الأقدام؛ ليكون صديقاً للكرسي المتحرّك، لكن لم يتوقف عن إصراره وطموحاته، فتوجّه إلى المكان المناسب لإمكاناته وقدراته ليعمل بإدارة العلاقات العامة بـ "صحة القنفذة".
"الحربي؛ أحد الأشخاص الذين لهم توجّه في الكتابة والتحرير؛ ما جعله كاتباً في إحدى الصحف المحلية، وعضواً في جمعيات عدة وفرق تطوعية بالمحافظة، ولا يزال مكافحاً طموحاً رغم الصعاب التي واجهته.
للحلم بقية في عين "الحربي"؛ الذي لا يزال يقاوم التحديات بالرغبة في زراعة كلى، فطرق كل الأبواب ولم تتيسر إلى الآن؛ لعدم وجود متبرع داخلياً وكلفته العالية جداً خارجياً، وأوضح: "عندما أتوجّه لطلب علاج يُحال إلى الهيئة الطبية، ومن ثم يتوقف بحجة أن عليّ إحضار متبرع الذي لم أعثر عليه إلى الآن"، منوّهاً إلى هموم الالتزامات المادية التي بلغت 300 ألف ريال.
وقال "الحربي"؛ عبر "سبق": "أضع ظروفي الصحية والمادية بين يدي أهل الخير ليكونوا سبباً -بعد توفيق الله- في إدخال الفرحة على قلبي بعلاجي خارجياً وسداد ديني".
