تعرَّف على مباراة "العار" للماكينات "الألمانية!

أحداث وغرائب "المونديال" (الحلقة الخامسة)
تعرَّف على مباراة "العار" للماكينات "الألمانية!

تلك المباراة التي اشتُهرت باسم فضيحة "خيخون".. تلك المباراة التي ضربت الأخلاق الرياضية في مقتل.. هي المباراة التي قال عنها نجوم المنتخب الألماني إنها فضيحة، ستظل تلاحقهم حتى الممات، وإن الزمن لو عاد بهم فإنهم لن يكرروا فعلتهم أبدًا.

مباراة ألمانيا والنمسا في مونديال عام 1982، التي حيكت المؤامرة فيها بين المنتخبين لإقصاء المنتخب الجزائري الشقيق من التأهل للدور التالي في البطولة، وكأن الألمان حاولوا الانتقام من هزيمتهم أمام محاربي الصحراء، ولكنه انتقام كان غير مشرِّف بالمرة؛ إذ تلقى الألمان هزيمة مدوية وقتها بهدفين لهدف بأقدام رابح ماجر والأخضر بللومي.

كانت هذه المباراة في دور المجموعات، وكانت المجموعة تضم منتخبات (ألمانيا والنمسا والجزائر وتشيلي). وكانت الجولة الأولى قد أسفرت عن فوز النمسا على تشيلي، والجزائر على ألمانيا. وفي الجولة الثانية فازت النمسا على الجزائر، وألمانيا على تشيلي. وفي الجولة الثالثة لعبت الجزائر ضد تشيلي وفازت عليها، وبعدها لعبت النمسا مع ألمانيا في مباراة جرت في أجواء غير تنافسية، وبشكل متواطئ؛ إذ لعب الفريقان للحفاظ على النتيجة من أجل أن يتأهلا معًا. وانتهت المباراة بفوز ألمانيا بهدف واحد، وتأهل الفريقان.

بعد المباراة هاجمت الصحافة الألمانية منتخبها، ووصفته بالعار، وأطلقت على المباراة فضيحة خيخون. كما هاجمت الصحافة النمساوية منتخب بلادها، والمباراة بصفة عامة.

عقب المباراة تقدم الاتحاد الجزائري لكرة القدم باعتراض إلى الاتحاد الدولي "فيفا" الذي رفض الاعتراض وقتها، وأقر نتيجة المباراة، لكن بعد سنوات كثيرة جاء الرد بتأييد موقف الجزائر على هذا الاعتراض، ليس من الفيفا لكن باعترافات عدد من لاعبي ألمانيا بالواقعة، التي تركت غصة في قلوب الخضر وجماهيرهم في الثمانينيات.

صحف عدة نقلت تصريحات لنجوم المنتخب الألماني آنذاك عن تلك المباراة الفضيحة؛ إذ قال الحارس هارالد شوماخر، بحسب ما نقل موقع (كووورة): "خجلتُ من نفسي بعد مهزلة لقاء النمسا. واليوم وجب منا تقديم الاعتذارات لمنتخب الجزائر، ولكل الجزائريين؛ لأن ما فعلناه غير لائق، ولا يشرف أي رياضي".

المدافع الألماني بريجل قال كذلك: "أشعر بالندم لما فعلناه؛ فقد توقفنا عن اللعب حتى لا تقصى النمسا، وكان بمقدورنا تسجيل هدفين أو ثلاثة، لكننا اتفقنا على عدم إضافة الهدف الثاني حتى نتأهل معًا ضد الجزائر".

وأضاف: "هذا عار علينا، وسيبقى يلاحقنا طوال حياتنا".

وأكد أولي شتيليكي هو الآخر: "ما قمنا به غير لائق؛ وسيبقى وصمة عار في جبيننا، وفي سجل ألمانيا. وقد تأثرنا كلنا بعد نهاية المباراة".

وأضاف: "جماهير ملعب خيخون شاهدت الفضيحة على المباشر، والصفير والرايات البيضاء كانت مشهدًا مؤثرًا، جعلنا لا ننام في تلك الليلة. ولو تعود بنا عجلة التاريخ إلى الخلف فلن نكرر هذا السيناريو المخجل".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org