كشفت المهندسة المعمارية شيماء بنت صالح الزهراني لـ"سبق" عن أسباب اختيارها تخصص العمارة، وقيامها بتصميم مشروع مقترح لميقات "قرن المنازل" بالطائف، لافتةً أن الأسباب التي دعتها إلى ذلك رؤية 2030 التي تتضمن زيادة أعداد المعتمرين والحجاج، إنشاء مطار دولي بالطائف، وأيضًا كون الميقات أكبر ميقات في المملكة.
ولفتت أنها راعت في التصميم طبيعة المنطقة، وابتكار العديد من الحلول التي ستسهم في تقديم أفضل الخدمات عبر هذا الميقات الحيوي والمهم.. فإلى نص الحوار:
- بدايةً لماذا التحقت بتخصص الهندسة المعمارية بالرغم أن التخصيص قد يكون حكراً على الرجال؟
- الحقيقة كان عندي رغبة كبيرة في الالتحاق بتخصص الهندسة، وبالفعل التحقت تخصص العمارة باعتباره من التخصصات المهمة، وهناك مجال واسع للنساء في هذا التخصص، وقد وجدت كل الدعم من والدي ووالدتي حتى تخرجت من الجامعة حاملةً درجة البكالوريوس بتفوق في تخصص مهم وحيوي، ويعد لبنة من لبنات الوطن .
- صممت مشروعًا مقترحًا متكاملًا لميقات "قرن المنازل". لماذا ركزت على ذلك في أول مشاريعك؟
- انطلاقاً من ما تقوم به حكومتنا الرشيدة بكل ما من شأنه خدمة بيوت الله والمواقيت والحرمين الشريفين، استنبطت فكرة المشروع، ووجدت تشجيعًا من الأهل، ودعمًا من جامعتي، لذلك بدأت في تصميم المشروع الذي استغرق مني أشهرًا طويلة، وكان العمل مرهقًا من خلال زيارات متعددة للموقع للاطلاع على الواقع، والعمل على التصميم، والحمد لله انتهيت من هذا المشروع الذي أدرك أنه سيكون يومًا ما منفذًا على أرض الواقع، كون حكومتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على كل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن، فكل الإمكانيات مسخرة لهم. في ظل رؤية 2030 التي تركز على استقطاب الملايين من المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام.
- لماذا اخترت "قرن المنازل" تحديدًا؟
- حقيقةً الاختيار باعتبار هذا الميقات هو الأكبر على مستوى المملكة، وهو الأول استقبالاً لحجاج البر، إضافةً إلى أن مشروع مطار الطائف الدولي سيسهم في زيادة الكثافة العددية على هذا الميقات، وبالتالي الأمر يتطلب العمل على التطوير والتحديث.
- ما هي فكرة المشروع؟
- حرصت على أخذ الفكرة التصميمية لمخطط البناء والتجهيزات من المكان نفسه ومن المواقع الجبلية المجاورة التي تقع في قرن المنازل، حيث بحثت عن التسمية فوجدت أن سبب التسمية هو جبل كبير واقع بجانب جبل صغير تشكلت على شكل قرن فسمي بهذا، ومن هذا المنطلق أخذت الخطوط الرئيسية والعريضة للمشروع وراعيت في المشروع التنوع الطبوغرافي للمنطقة، وقمت باستخدام التصميم البيئي والافتراضات مثل الزخارف الإسلامية واستخدام الرخام الأبيض والشخصية الإسلامية مع دمج التطور والحضارة الحالية في عمليات التصميم.
- وماذا عن التفاصيل الدقيقة للمشروع؟
- المشروع كما أسلفت ضخم ومتعدد من المسجد بمحتوياته، ودورات المياه بشكلٍ هندسي احترافي، ومواقف للسيارات، وجلسات ذات طبيعة خاصة لخدمة المعتمرين والحجاج، ومعالجة الواجهة واختيار فتحات التهوية بما يتناسب مع موقعها وامتصاص الهواء الداخل لأشعة الشمس، واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة، والسماح بدخول وخروج الهواء بسهولة بين المباني، ونوافير المياه لترطيب الهواء، وإعادة استخدام المياه وتدويرها وتنقيتها لري النباتات.
- الميقات يحتاج إلى خدمات داعمة مثل الفنادق, الشقق المفروشة.. هل كان هذا الأمر من ضمن تصاميم المشروع؟
- نعم صحيح، لم أغفل جانب الدعم اللوجستي، المشروع يتضمن فنادق وشققًا مفروشة، وأبراجًا سكنية ما بين 8 إلى 12 دورًا، ومكتبة كبيرة، ومبنى للتسوق، ومطاعم وكافيات، وخط مترو لربط الميقات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وحضانة أطفال، ونسبة المساحات الخضراء في المكان يشكل 50% مما يعطي بعدًا آخر للمشروع.
- لكن ما هي الفائدة من حضانة الأطفال في الميقات؟
- حضانة الأطفال ستُسهم إسهاماً كبيراً في خدمة المعتمرين والحجاج من خلال إيجاد مكان متخصص للحفاظ على أبنائهم لحين أدائهم مشاعرهم سواء الحج أو العمرة، فمن العوائق أحيانًا اصطحاب الأطفال إلى الحرم والمشاعر في ظل الزحام المتوقع.
- نعود إلى الوظيفة.. هل وجدت وظيفة بعد التخرج؟
- تلقيت العديد من العروض، خصوصًا بعد تصميم الميقات، وأعمل حاليًا في شركة كبرى في الرياض وبالرغم من قِصر الفترة إلا أنني وجدت كل الدعم من الشركة لتطوير مهاراتي واكتساب المزيد من الخبرات.
- هل تتطلعين للوظيفة الحكومية أو القطاع الخاص؟
يشرفني خدمة وطني سواء كان بالقطاع الحكومي أو الخاص، وإن كنت أميل للقطاع الخاص في البدايات الذي يتيح لي الفرصة للتطوير والإبداع، كما أن تخصصي كمهندسة معمارية جعلني أسعى لتطوير مهاراتي فيما يستجد في مجالي كنظام أكواد البناء المعمول به لدينا، وكذلك كود NFPA العالمي السلامة الذي يعتبر من المجالات النادرة جداً في الوطن، وأيضاً الكود الخاص بالمستشفيات لما نراه من أزمة عالمية في قطاع المستشفيات، وازدياد الحاجة لها، وأسعى للتطوير في المجالات النادرة التي يحتاجها سوق العمل في المجالات التي يندر أن تجد فيها مهندسين سعوديين.
- حدثينا عن تلك العروض التي تلقيتها من قبل جهات للعمل لديهم؟
تلقيت العديد من العروض من كبرى الشركات، واستقر بي الحال في شركة كبرى بالرياض. وجدت دعمًا وتشجيعًا منقطع النظير من مدير هذه الشركة، والدعم لي ولجميع الشباب السعوديين وأعطاني الثقة والدعم بعدما رأى حماسي وقدراتي، وتسلمت عدة مهام بالشركة ومع تزايد الخبرة الميدانية ومع المهندسين المبدعين المتواجدين أتطلع للأفضل لي شخصيًا وللشركة التي أنتمي إليها.
