"الشاذلي": السعودية تتعرّض لأشرس الحروب النفسية .. نار يزيدها "الإخوان" اشتعالاً

"الشاذلي": السعودية تتعرّض لأشرس الحروب النفسية .. نار يزيدها "الإخوان" اشتعالاً

قال: الأمير الشاب يعطي دروساً في بناء الأوطان "يبني للعزة وطناً ويقيم للشرف صرحاً"
تم النشر في

وصف الكاتب الصحفي ياسر الشاذلي؛ ما تتعرّض له الدولة السعودية، الآن، بأنها واحدة من أشرس الحروب النفسية في تاريخها، قائلاً "المعني هنا هو هذا القائد الجريء القوي الشاب السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي تعلم دروس التاريخ من ملك عركته الحياة في دروبها، فالأمير الشاب أعطى للعرب دروساً في معنى بناء الأوطان، فهو قائد يبني للعزة وطناً، ويقيم للشرف صرحاً.

وأضاف الشاذلي؛ في مقال خصّ به "سبق"، تحت عنوان "محمد بن سلمان .. الدرس والمدرس": السعودي الآن يدافع عن قدره في أنه هكذا وُلد فارساً في زمن -مع الأسف- عزت فيه الفروسية، وسينتهي الدرس وستبقى الكتب مفتوحة على صفحات لكل مَن حضرها، وستبقى صفحة السعودي ناصعة بيضاء.

تفصيلاً جاء المقال كالتالي:

تتعرّض الدولة السعودية الآن لواحدة من أشرس الحروب النفسية في تاريخها منذ أن بدأ العالم يعي أهمية هذه الحروب على يد المحلل العسكري البريطاني فوللر؛ في 1920، والسبب ليس كما يبدو ظاهرياً الآن في مهاجمة التحالف العربي في اليمن، ولا في بناء قصص مزيّفة مضللة عن علاقات الرياض مع أشقاء أو سواهم؛ بل في الحالة السعودية ككل التي تفرّدت وتفوّقت على نظيراتها في المنطقة.

نحن نشهد الآن دروساً شديدة القسوة في معنى هذه النوعية من الحروب، مقابل إعلام يعاني في مجمله ضعفاً شديداً في التقاطها أو تفكيكها والتعامل معها باحترافية ومهنية، فهي نار يزيدها اشتعالاً "الإخوان"؛ الذين هدمت القيادة السعودية أحلامهم في تحقيق ما حلموا به منذ تأسيسها حتى اليوم، وحتماً لن يكون من المنطقي أن يقبلوا هزيمتهم هكذا دون رد أو تحرك يثأرون فيه ممّن كان سبباً في تحطيم طموحاتهم، والمعني هنا هو هذا القائد الجريء القوي الشاب السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي تعلم دروس التاريخ من ملك عركته الحياة في دروبها، وكان شاهداً على كثيرٍ من الأحداث التاريخية الجلل التي شهدتها المنطقة طوال الخمسين عاماً الماضية بعضها كان فاعلاً ومشاركاً فيها، منذ أن قبل بروح عروبته المخلصة أن يرتدي طواعية زي جيش عربي آخر دفاعاً عنه وحفظاً لأرضه وسيادته من اعتداءات غاشمة ضدّه كان أطرافها أكبر الدول في ذاك الوقت.

الدرس هنا للملك سلمان بن عبدالعزيز، وصورته الشهيرة وأشقائه في الجيش المصري حينما وقف بصلابة غير عابئ بما قد يخلفه مثل هذا القرار من آثار، كان من الممكن أن يدفع حياته ثمناً لها، ومع ذلك أخذ الموقف بشجاعة وقبل أن يضحي في سبيل حماية أشقائه في مصر أياً كان الثمن، ومهما كانت النتائج.

الموقف الآن يتكرر بصيغ أخرى على يد أحد أبنائه هذه المرة وهو الأمير الشاب الذي أعطى للعرب دروساً في معنى بناء الأوطان والطموح الذي يعتريه للوصول به إلى عنان السماء كما صرّح بذلك في إحدى كلماته، وكانت الساحة هذه المرة لنصرة شقيقه في اليمن، وهو يعي تماماً أنه يواجه خصماً تجرّد من كل مظاهر عروبته ورضي أن يتحول في يد دولة مثل إيران أكثر الأعداء خسةً وحقارةً، إلى خنجر يطعن به نفسه أولاً وشعبه ثانياً وجيرانه ثالثاً، ظناً أنه بذلك يحقّق انتصارات وبطولات لا توجد إلا في مخيلته فقط.

حتماً، ستنتهي الأزمة اليمنية، وسيذكر التاريخ لأحفادنا كل مَن خان وغدر وانقلب، وسيأتي من نسل هذا القائد مَن يتعلم من مواقف آبائه معنى أن يكون رجلاً وبطلاً وشجاعاً وحازماً في الحق.

الحرب الدائرة الآن ليست مستحدثة في التاريخ السعودي الناصع، فالدولة السعودية خاضتها سابقاً بقوة مع مصر حينما منعت النفط؛ أهم ثرواتها وأكبر مصدر لدخلها، عن العالم، متحدية بذلك أكبر قوة عسكرية وسياسية واقتصادية، معلنة موقفها صراحة "نحن مع أشقائنا مهما كان الثمن"، وخاضتها مع الأشقاء في الكويت حين قالت على لسان قائدها "يا نعيش سوى يا نروح سوى".

هذه المواقف قد لا يفهمها كل مَن لا يعرف معنى أن تُولد بطلاً، وقد لا يفهمها العابرون في هذه الحياة، لكن الراسخون الثابتون الواثقون، يعرفون أن هكذا تصنع الأمم تاريخها وأمجادها.

إن السعودي الآن يدافع عن قدره في أنه هكذا وُلد فارساً في زمن - مع الأسف -عزت فيه الفروسية، يدافع فيه عن بطولة يحاول كل خائن تشويهها، يدافع عن وطن اختاره الله من فوق سبع سماوات ليكون مقراً لبيته ومنبتاً لأكرم وأحب إنسان إليه رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

سينتهي الدرس وستبقى الكتب مفتوحة على صفحات لكل مَن حضرها، وستبقى صفحة السعودي ناصعة بيضاء، فيما صفحات غيره سوداء ممزقة يتوارى منها أحفادهم خجلاً وذلاً وضعة.

الأمير محمد بن سلمان، أيها القائد الذي يبني للعزة وطناً، ويقيم للشرف صرحاً، ويشيد في التاريخ صفحة بطلها السعودي كعادة أجداده وآبائه، جميع الشرفاء معكم وخلفكم مهما حاول المرتزقة الخونة من "الإخوان" ومَن يدعمهم تشويه هذا الدور التاريخي العظيم.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org