يواصل مهرجان الجنادرية قطار تكريمه للشعراء والأدباء وأعلام الفكر والصحافة، وها هو اليوم في محطته الثانية والثلاثين يقف مكرماً الأكاديمية والأديبة والصحفية السعودية "خيرية السقاف"، ليتابع بذلك رحلة سيره التي بدأها منذ انطلاقته الأولى مكرماً أدباءه وضيوفه.
وتحلّ خيرية السقاف ضيفاً مكرماً على مهرجان الجنادرية في دورتها الثانية والثلاثين، حيث سيمنحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
أول مديرة تحرير
بدأت الأديبة والصحفية "السقاف" مسيرتها في الستينيات، وعيّنت في منتصف الثمانينيات مديرة لتحرير "جريدة الرياض"، وهي أول صحفية في الجزيرة العربية تتولى هذا المنصب الصحفي. وتعد من الرائدات في العمل الأكاديمي على مستوى الخليج والسعودية تحديداً، وقد عيّنت وكيلة لكليات البنات بجامعة الملك سعود بالرياض كأول وكيلة نسائية على مستوى الجامعات السعودية، كما عيّنت عميدة لمركز الدراسات الجامعية للبنات (1990 - 1997) في جامعة الملك سعود.
ريادات أدبية وفكرية
تعدّ الدكتورة خيرية السقاف صوتاً إبداعياً تعدى الحدود الجغرافية السعودية خصوصاً والعربية عموماً، إلى ثقافات عالمية أخرى، وهو وصول أتى عبر الارتباط المتجذر بعبق المكان، ورائحة الخصوصية المحلية، من خلال إبداعها في مجال القصة القصيرة، وقد عبّرت عن تجربتها الكتابية، وارتباطها بالأرض بقولها: "إن كلماتي جسر بين التراب والورق".
وكانت "السقاف" رائدة في تناولها بجرأة لم تكن مألوفة في عالم المرأة في الإطار المحلي السعودي، فصوّرت واقعها ووثقت بكتبها ومؤلفاتها التي ترجم عدد منها للغة الإنجليزية تاريخ المملكة، وحظيت باحترام كل من قرأها وعايشها.
وكان لها ريادات عدة في مجالات أدبية وفكرية، فقد كانت أول من كتبت الزاوية اليومية من النساء، وكان ذلك في مراحل التعليم الثانوي، وكانت أول من كتبت مقالاً أدبياً إذاعياً يومياً، وهي أول من أشرف على أول ملحق نسائي يصدر عن جريدة محلية، وكانت من أولى القاصات في المملكة.
الإصدارات والمؤلفات
وأصدرت الأديبة والصحفية الدكتورة خيرية السقاف مجموعتها القصصية "أن تبحر نحو الأبعاد" في عام 1982، وتضمنت 18 قصة، تناولت جوانب حياتية واجتماعية مختلفة، وكان للمرأة حضور قوي في ثنايا المجموعة.
كما صدرت ثلاثة كتب بالإنجليزية تهتم بترجمة الإبداع السعودي، جميعها حرصت على أن يكون لإنتاج خيرية السقاف حيز فيه.
وكان من أبرز مؤلفاتها كتاب "عندما تهب الرياح.. يعصف المطر"، والذي من خلاله يمكن إدراك عمق التجربة الحياتية لديها.
يُذكر أن وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عيّاف كان قد أعلن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله– على منح الشخصيات الثقافية المكرمة لهذا العام وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى؛ وهم: الأمير سعود الفيصل –رحمه الله- والأستاذ تركي السديري –رحمه الله- والدكتورة خيرية السقاف؛ وذلك تقديراً لريادتهم وجهودهم في خدمة وطنهم.
ويرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله– اليوم حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في دورته الثانية والثلاثين، والذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، ويتخلله سباق الهجن السنوي الكبير، كما يشرّف -حفظه الله- الحفل الخطابي والفني للمهرجان .