حظيت مدينة الرياض اليوم (الثلاثاء) بإطلاق أربعة مشاريع عملاقة، دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ستنقل العاصمة السعودية من مدينة عصرية إلى مدينة فاخرة، تتحلى أساليب الحياة فيها بالجمع بين الصحة والتطور والرفاهية، عبر منظومات إنشائية متكاملة، توفر البيئة النقية التي تكسوها المساحات الخضراء والأشجار، وممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة، وإطلاق الطاقات الإبداعية، عبر مئات المنشآت والساحات المتخصصة التي ستشيَّد ضمن مشروع حديقة الملك سلمان، ومشروع الرياض الخضراء، ومشروع المسار الرياضي، ومشروع الرياض آرت، البالغة تكلفتها 86 مليار ريال.
القيمة النوعية
ويمكن ملامسة القيمة النوعية غير المسبوقة للمشاريع الأربعة من خلال استعراض أهدافها؛ فهذه المشاريع ستؤدي إلى مضاعفة نصيب الفرد من المساحة الخضراء في الرياض إلى 16 ضعفًا دفعة واحدة، عبر إنشاء كبرى حدائق المدن في العالم، كما ستؤدي إلى زراعة أكثر من 7.5 مليون شجرة في كل أنحاء الرياض، وسترتقي بالجوانب الثقافية والفنية بإنشاء مجموعة من المتاحف والمسارح والمعارضوصالات السينما وأكاديميات الفنون، وستحول الرياض إلى معرض مفتوح زاخر بالأعمال الإبداعية عبر تنفيذ 1000 مَعْلم وعمل فني من إبداعات فنانين محليين وعالميين، وستشجع سكان الرياض على ممارسة الرياضات المختلفة.
وتضم المشاريع الأربعة مكونات إنشائية، تضمن تحقيق الأهداف سالفة الذكر؛ فحديقة الملك سلمان التي ستمتد على مساحة 13.4 كيلومتر مربع ستضم أكثر من 160 منشأة، ما بين مناطق خضراء وساحات مفتوحة، ومجمع لملكي للفنون به 3 صالات سينما، و4 أكاديميات فنية، و7 مسارح، ومركز ثقافي لتعليم الأطفال، وحدائق متخصصة، و6 متاحف للطيران والفضاء والفلك والعلوم والنباتات والواقع الافتراضي والعمارة، كما سيحول مشروع الرياض آرت المدينة إلى ملتقى للمبدعين، وحاضنة للأعمال الفنية، وسيعزز التفاعل الحضاري والتبادل المعرفي والتعاون الإبداعي، ويحفز حركة السياحة والترفيه في المدينة.
جودة مستديمة
وسيتيح مشروع المسار الرياضي ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة عبر المنشآت العديدة التي سيشملها، التي ستتوزع على ثماني مناطق في مسار متصل، يربط بين وادي حنيفة غرب الرياض ووادي السلي في الشرق. ومن هذه المنشآت مسارات للدراجين الهواة والمحترفين، ومسارات للمشاة والخيول، و13 محطة، ومعارض ومكتبات واستديوهات ومناطق استثمارية، و16 ملعبًا لكرة القدم، و18 ملعبًا مغطى، و12 ملعبًا مكشوفًا للكرة الطائرة والسلة والتنس، كما سيؤدي مشروع الرياض الخضراء إلى إنشاءشبكة جديدة للمياه المعالَجة، ترفع استغلالها إلى مليون متر مكعب يوميًّا، بما يخفض درجات الحرارة، ويحسن جودة الهواء، ويحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وبالمزايا التي ستحققها هذه المشاريع الأربعة ستحظى الرياض باستدامة بيئية في معدل جودتها، وستضاعف من معدل تطور المدينة في اتجاه بناء مجتمع حيوي.. والانعكاس الحقيقي والمباشر لمزايا هذه المشاريع سيكون على ساكني الرياض من المواطنين والمقيمين والزائرين. كما ستقفز المشاريع بالرياض إلى منافسة العواصم العالمية في هذا المضمار. فإذا كانت حديقة كوجك في ولاية ألاسكا الأمريكية هي أكبر حديقة في العالم حاليا بمساحة تناهز كيلومترَيْن مربعَيْن فإن حديقة الملك سلمان ستفوقها بأكثر من ستة أضعاف؛ إذ ستُشيَّد على مساحة 13.4 كيلومتر مربع. وملاحظة الفارق تكشف عن جدارة الرياض في منافسة غيرها من العواصم العالمية.