ربط العقل بالتقنية.. شريحة إيلون ماسك خيال علمي أم حقيقة مؤكدة الحدوث؟

تحديات كبيرة بينها تعقيد الدماغ البشري والهدف الأساسي من الاختراع والموافقات التنظيمية
ربط العقل بالتقنية.. شريحة إيلون ماسك خيال علمي أم حقيقة مؤكدة الحدوث؟

أعلنت شركة "نيورالينك" العاملة في مجال علوم الأعصاب والتابعة للملياردير الشهير، إيلون ماسك، عن نجاح تجربة زراعة شريحة كمبيوتر بحجم العملة المعدنية الصغيرة في دماغ خنزير؛ للمساعدة في المستقبل القريب على علاج بعض الأمراض البشرية مثل الشلل الرعاش والخرف وإصابات الحبل الشوكي والعديد من الأمراض العصبية الأخرى.

وفي ضوء ما أعلنه إيلون ماسك عن قدرة هذه الشريحة في المستقبل على الوصول إلى الإدراك البشري الخارق في مواجهة الذكاء الاصطناعي، أثيرت حالة كبيرة من الجدل حول مدى نجاح هذه التجربة على الإنسان، كما أثيرت أيضًا تساؤلات عديدة حول ما إذا كان هذا الأمر مجرد خيال علمي يستحيل تحقيقه مثل الذي شاهدناه في أفلام عديدة، أم أنه سيتخطى هذا الحد ليصبح حقيقة مؤكدة الحدوث.

لتحقيق هدف الشركة في هذا المشروع، سيتطلب منها في مراحل اختباره على البشر، إقناع الأشخاص الأصحاء بفتح جماجمهم لزرع واختبار شريحة نجاحها غير مؤكد وغير معتمدة من السلطات والمنظمات الصحية؛ وهذا يعتبر من أكبر العقبات، ولكي نستطيع حسم هذه المسألة، لا بد من النظر إلى مجموعة من التحديات التي تواجه هذا الاختراع، والتي يتمثل أبرزها في إجراءات الحصول على الموافقة التنظيمية لإجراء هذه التجربة على البشر، والتي تكون في أغلب الأحيان إجراءات معقدة، تتطلب تقديم العديد من الأدلة والضمانات للمنظمات الصحية.

أما ثاني هذه التحديات، فيتمثل في حملة التشكيك في الهدف من الاختراع، وما إذا كان هدفًا إنسانيًّا بالفعل غرضه علاج بعض الأمراض العصبية، أم أن له أهدافًا أخرى غامضة تتعلق بالسيطرة على عقول البشر والتحكم فيها.

وبجانب ذلك، هناك تحديات أخرى علمية تتعلق بتعقيد الدماغ البشرية؛ فهو إحدى معجزات الله سبحانه وتعالى ومرتبط بالآلاف الأعصاب وعدد كبير من الخلايا العصبية والأوعية الدموية، ويعتبر المركز المدبر لجسم الإنسان، فاحتمالية عدم قدرة هذه الشريحة على فهم كيفية عمل الدماغ ومجاراة عملياته واردة، والتي تختلف أيضًا من شخص لآخر؛ فلكل دماغ تركيبة مختلفة وشديدة التعقيد، وهو ما أكده علماء كثيرون.

وهناك تحدٍّ آخر أيضًا حذّر منه علماء كثيرون، يتعلق بمدى قدرة هذه الشريحة على التعامل مع الاضطرابات الداخلية والخارجية، وكذلك أيضًا قدرتها على مواجهة الاختراقات التي من الممكن وأن تتعرض لها.

وفي النهاية، ولكي نستطيع الإجابة على السؤال الذي تم طرحه في البداية حول ما إذا كان هذا الاختراع سوف يُكتب له النجاح ويحقق أهدافه، أم سيبوء بالفشل مثله مثل اختراعات أخرى عديدة تم الإعلان عنها ولم يتم استكمالها؛ لا بد من معرفة ما إذا كان القائمون على هذا الاختراع لديهم القدرة على مواجهة هذه التحديات والتعامل معها أم لا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org