ملك يصارح شعبه: مرحلة "كورونا" صعبة.. ومع هذا "فإن مع العسر يسرا"

استند إلى صلابة مواطنيه وقوة عزيمتهم
ملك يصارح شعبه: مرحلة "كورونا" صعبة..  ومع هذا "فإن مع العسر يسرا"

بصراحة متناهية، وكلمات حانية لا تخلو من تفاؤل وأمل في الغد، جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- مساء اليوم، إلى المواطنين والمقيمين، لتعكس ملامح الفترة المقبلة، في ظل انتشار فيروس كورونا الجديد في مناطق المملكة ودول العالم، وتحدد دور كل جهة في محاربة هذا الفيروس، حتى يتم القضاء عليه.

الكلمة المتلفزة فيها من الوضوح والمصارحة، ما يكشف حقيقة الأمور في المملكة والعالم، وما يمثله هذا الفيروس من تأثير على الكثير من الجوانب الحياتية التي تتطلب نوعًا محددًا من التعامل، سواء من المواطن والمقيم أو المسؤول.

حقيقة الأمر

هذه الصراحة لم تكن جديدة العهد في علاقة ولاة الأمر مع الشعب السعودي، إذ اعتادها المواطن من قيادته الحكيمة في كثير من المواقف السابقة، فالحكومة ترى أن الشعب شريك أساس في كل الأمور، ومن حق هذا الشريك أن يكون على علم تام بحقيقة الوضع في كل الأمور والموضوعات، خصوصًا التي تشغل الرأي العام، وهذا نابعٌ من إيمان القيادة بأن تجاوز أزمة كورونا، ليس مسؤولية الجهات الحكومية فحسب، وإنما مسؤولية الجميع، كل في مكانه وفي منصبه.

مرحلة صعبة

صراحة خادم الحرمين الشريفين وصلت إلى آفاق واسعة من المكاشفة، خصوصًا عندما تحدث - يحفظه الله- عن حقيقة ما يجري في العالم من صعوبات أمام انتشار فيروس كورونا على نطاق عالمي، وامتدت هذه الصراحة إلى الحديث بواقعية شديدة عما يحدث في الداخل. ويلخص هذا قوله - يحفظه الله-: "تعودتم مني الصراحة، فنحن نمر بمرحلة صعبة والمرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة على المستوى العالمي، وسنواجه المصاعب بتوكلنا على الله، وعملنا بالأسباب، وتوفير أسباب العيش الكريم للمواطن والمقيم، إلى أن طمأن الجميع بالآية القرآنية فإن مع العسر يسرا".

كلمة متوازنة

كلمات خادم الحرمين صيغت بعناية، وتم اختيار كلماتها بدقة منعًا للالتباس أو فهم مضمون غير مقصود، فجاءت متوازنة، إذ إنها لم تبث الخوف في النفوس، ولم ترعب الناس بخطورة الموقف محليًا وعالميًا، كما أنها لم تشأ أن تهون من الأمر، وتقلل من خطورته، إذ إنها حملت قدرًا كبيرًا من التفاؤل والأمل في أنه يمكن تجاوز هذه الأزمة بسلام، لتكون شيئًا من الماضي، عبر التنسيق والتعاون بين الجهات الرسمية والمواطن والمقيم، عبر الالتزام التام بالتعليمات التي تخفف وتحد من انتشار الفيروس.

الإيمان بالله

ولم تتغافل الكلمة أهمية الجانب الإيماني في معالجة الأزمة، وأهمية التوكل على الله، كما لم تتغافل تقييم ما حدث في الأيام الأخيرة من إجراءات احترازية، اتخذتها المملكة في وقت مبكر للحد من انتشار الفيروس, ومن هنا حرص -يحفظه الله- على توجيه الشكر والتقدير إلى منسوبي وزارة الصحة على جهودهم المبذولة، وكذلك المواطن والمقيم على تعاونهم في تنفيذ الإجراءات التي تحد من انتشار الفيروس، وهذا الشكر سيكون حافزًا لموظفي الصحة والمواطنين والمقيمين على مواصلة الجهود المبذولة حاليًا حتى تمر الأزمة بسلام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org