"الآباء الهليكوبتر"، مصطلحٌ يُطلق على الآباء الذين يحاولون التحكم في سلوك أطفالهم، وكل ما يفعلونه في حياتهم، حتى يتحول الآباء إلى المروحية التي تحوم دائماً فوق رؤوس الأبناء، معتقدةً أنها تحميهم؛ لكنها تشوّه شخصية الطفل وسلوكه.
في تقرير عن "الآباء الهليكوبتر"، يقول موقع "ذا كوينت" الإخباري: على الآباء أن يتذكّروا كم مرة سقطوا من الأرجوحة وهم يلعبون، فهل حطم آباؤهم الأرجوحة؟ وهل توقف الأطفال عن اللعب؟ لم يحدث.
وكبر أطفال الماضي وأصبحوا آباءً، لكنهم اليوم يبالغون في محاولة حماية أطفالهم، حتى يتحولوا إلى طوق يخنق الطفولة ويحرمها متع اللعب والاستكشاف والتعلم.
ويقدم التقرير خمس خطوات ليتخلص الآباء من صفة "الهليكوبتر" ويسمحوا لأطفالهم بتكوين شخصياتهم المستقلة السليمة، وهي:
دع أطفالك يتعلمون من أخطائهم
إن أيّ أب يقوم بتصحيح أخطاء أطفاله طوال الوقت، لا يترك لهم أيّ مجال لهم ليتعلموا من أخطائهم، فمثلاً، ستكون كل واجباتهم المدرسية صحيحة، عندما يقوم المعلم بتصحيحها.
وإذا أخبرت ابنك أن ما يكتبه في كراسات الواجبات المنزلية غير صحيح، فيمكن أن يرد قائلاً "لكن أستاذي قال إن هذه هي الطريقة الصحيحة لإجراء هذه العملية الحسابية"، هنا يجب على الأب أن يتوقف ويترك خطأ طفله كما هو، وعندما يستخدم المعلم القلم الأحمر ويصحّح الخطأ، سيتعلمون أفضل من تلك الأخطاء.
دع أطفالك يتحملون المسؤولية
يمكن للأطفال تحمل مسؤوليات مناسبة لأعمارهم، يمكنهم القيام ببعض الأعمال المنزلية البسيطة، كترتيب أسرتهم أو ملابسهم أو غسل بعض الأطباق.
وبالتأكيد يذكر الآباء طفولتهم، وكيف كانوا يعودون إلى المنزل منزعجين إذا لم يتموا المهام التي كلفهم بها الآباء، كشراء البقالة من السوبر ماركت، ويمكن للأطفال أن يتعلموا من لحظة العتاب أو العقاب بسبب التقصير في القيام بمسؤولياتهم.
اشرح لطفلك معنى الفشل
الفشل ليس شيئاً يخجل منه الإنسان، فالجميع يمرون بتجارب فاشلة ويتعلمون من إخفاقاتهم، ويمكن للآباء عرض خبراتهم وقصص حياتهم الحقيقية على أطفالهم، وكيف فشلوا أحياناً وماذا تعلموا من فشلهم، وكيف وصلوا إلى النجاح في النهاية، الآباء قدوة لأطفالهم، وعندما يدرك الأطفال أن آباءهم فشلوا ونجحوا، لن يخجل الأطفال إن تعرضوا لفشلٍ وسينهضون ويواصلون العمل والنجاح.
رشّد سلوك أطفالك ولا تحاول أن تتحكم فيه
في بعض الأحيان تصبح الأم مزعجة وتنفر عروق رقبتها وهي تصرخ لتخبر أطفالها بما يجب عليهم فعله الآن وبعد قليل، ماذا يرتدون، وماذا يأكلون، ومتى ينامون.
والطبيعي أن يحدث هذا من وقتٍ لآخر، أما إذا تحول إلى قاعدة في إدارة المنزل، فيصبح الأمر شديد الإزعاج للأطفال.
عندما تخبر أطفالك دائماً بما يجب أن يفعلوه، فأنت تتحكم في حياتهم، لكن ما عليك القيام به بدلاً من ذلك، هو أن تضع القواعد الأساسية للسلوك في المنزل، مثلاً ميعاد وجبات الطعام وميعاد النوم والأوقات التي يسمح فيها بمشاهدة التلفزيون أو استخدام الكمبيوتر والجوّال، ثم يترك الأب للأطفال حرية اتخاذ قراراتهم وتنظيم أوقات المذاكرة واللعب في ضوء تلك القواعد العامة، ومَن يخطئ يواجه العقاب.
دع أطفالك يعبّرون عن أنفسهم
بصفتك أحد الوالدين، اسمح لأطفالك بتحديد ما يريدون مشاركته معك، ودعهم يعبّرون عمّا يريدون، لا تقل لطفلك: "أنا أعرف ما تفكر فيه أو ما تريد قوله"؛ لأن ذلك سيصيب طفلك بالحيرة، وهو يتساءل: "هل يعرف والدي أو أمي بالفعل ما حدث في المدرسة؟".
عندما تقول لطفلك "أنا أعرف ما تفكر فيه"، فأنت تتحكم في أفكاره وأفعاله، ولا تمنحه أيّ مجال للتعبير عن نفسه.
يصف علماء النفس هذا بأنه "التدخّل العقلي"، وعندما يحدث، لا يستطيع الأطفال التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم؟ لأنهم يتوقعون دائماً أن يعرف شخصٌ آخر ما يدور في أذهانهم، وسيصمتون.
ويوماً ما قد يندم الأب أو الأم لأنهما لم يستمعا إلى ما يريد الطفل أن يخبرهما به، ربما تحرَّش به شخصٌ أو بدأ بعض الأصدقاء التأثير عليه، وعندما يكتشف الآباء حقيقة ما حدث، يكون الوقت قد فات.