منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وَضَع الإصلاح الاقتصادي الذي رغم تماسكه منذ سنين طويلة؛ إلا أن خططه تشهد حالة من التذبذب بسبب أسعار النفط، فجاء تأسيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية برئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والذي انبثق منه خطة التحول الوطني 2020م ورؤية المملكة المباركة 2030م.
وجاءت المشاريع العملاقة لتكون رافدًا قويًّا للاقتصاد في خطتها لتنويع مصادر الدخل والاعتماد على قطاعات جديدة مثل قطاع الترفيه والثقافة والاستثمار؛ مما انبثق عنه عدة مشاريع كبرى منها مشروع البحر الأحمر الذي يضم 50 جزيرة بكرًا، ومشروع الأحلام نيوم كأكبر مدينة رقمية في العالم، ومشروع القدية وغيرها، إضافة إلى استثمارات صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال إلى نحو ترليوني ريال، ويسعى إلى منصة أكبر صندوق سيادي في العالم برأسمال يتجاوز سبعة تريليونات ريال.
وأوضح محللان اقتصاديان لـ"سبق" أن نجاح الخطط الاقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- انعكس على تماسك المملكة العربية السعودية وسط أقوى أزمة تعصف بالعالم (أزمة كورونا كوفيد-19)؛ فرغم دعم المملكة لجهود مكافحة أزمة كورونا الذي تجاوز 227 مليار ريال، ومع ذلك الإنفاق الحكومي؛ فالمشاريع العملاقة تسير وفق ما خطط له، إضافة إلى تحقيق معظم الوزارات لخطط التحول الوطني 2020م.
وأكد الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن أحمد الجبيري أن ذكرى السادسة للبيعة تحل ونحن ننعم -ولله الحمد- بنعم الأمن والاستقرار والازدهار؛ فالمملكة اليوم محور وعمق مهم في العالم، وواقعها الاقتصادي المعاصر بات واقعًا ملموسًا؛ وهو ما ترجمته الأرقام الفعلية والمؤشرات الاقتصادية نحو كفاءة ومواصلة النمو الاقتصادي والتنموي وتسارعه المستمر.
وأضاف أننا نتلمس اليوم حراكًا اقتصاديًّا فريدًا من نوعه؛ حيث أضحت المملكة ذات تأثير وحضور واهمية كبرى في اقتصاديات العالم فاحتلت مراتب متقدمة بين اقتصاديات دول مجموعة العشرين G20 من حيث الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية لعام 2017 بـ684 مليار دولار؛ أي ما يعادل 2.564 تريليون ريال، والمرتبة الثالثة بين دول مجموعة العشرين G20 من حيث الاحتياطيات الأجنبية بـ507.2 مليار دولار (1.9 تريليون ريال).
وقال "الجبيري": إن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين؛ تأتي تزامنًا مع تقدّمها على مستويات اقتصادية عدة؛ منها تقدّمها للمركز الـ16 بين اقتصادات المجموعة بناتج محلي 782.5 مليار دولار بنهاية العام الماضي، ورابع دول المجموعة من حيث الاحتياطيات الأجنبية بـ489.3 مليار دولار بنهاية أكتوبر الماضي، وكذلك تُعَد المملكة ثاني أقل دول مجموعة العشرين من حيث نسبة الدين العام للناتج المحلي الإجمالي بـ19.1% بنهاية العام الماضي.
ونوّه "الجبيري" بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ومنذ توليه مقاليد الحكم؛ واصل مسيرة الإنجازات التنموية الشاملة التي تهدف إلى بناء الوطن والاستثمار في المواطن، وتوفير سبل الحياة الكريمة؛ مؤكدًا أننا في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نبادله أسمى معاني المحبة والولاء والانتماء والدعوات الصادقة بأن يحفظه الله ذخرًا لنا.
من جانبه أوضح المحلل الاقتصادي والعقاري حسام الشنبري، أن المملكة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، ظهرت بلباسها الجديد وهي تنظر بعين الحب إلى كل آمال وتطلعات وطموح شباب المملكة العربية السعودية، وهو ما جاء به أمره الكريم -منذ استلامه أولى أيام مقاليد الحكم- بالتوجيه بمجلس اقتصادي خاص ومستقل عن مجلس الوزراء، يناقش فيه المسؤولون جُل الشؤون الاقتصادية والتنموية.
وأضاف أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية انبثق منه إطلاق رؤية المملكة 2030 بقيادة عرابها سمو ولي العهد، ومنذ ذلك العام وهي تخطو الخطوات الثابتة والمتسارعة في تطوير مفاصل وعمق القطاعات والجهات الحكومية وإقرار تشريعات وتنظيمات جديدة على كل المستويات بما يتناسب مع الإصلاحات الحقيقة التي تقودها الدولة في سبيل العيش الكريم والرفاهية التي ينشدها المواطنون.
وقال "الشنبري": إن أهم وأكبر الإنجازات، النقلة الاقتصادية الكبيرة التي لو كانت هي الوحيدة حقيقةً لكفت، من اقتصاد يعتمد على منتج واحد وهو (النفط) كمصدر وحيد للمالية العامة، إلى مرحلة تنوع واسعة، منحت الميزانية مرونة كبيرة في تمويل المشروعات.
وأبان أن هذا الإنجاز الأهم بالنسبة للاقتصاد السعودي؛ حيث إن الميزانية العامة في المملكة -في جانب الإنفاق- كانت تتأثر بشكل كبير بالتقلبات في أسواق النفط، هذا الإنجاز التاريخي الذي تَحقق بفضل رؤية ولي العهد؛ مكّن الاقتصاد السعودي من التحرر من قيود الطفرة، التي هيمنت على الاقتصاد السعودي عقودًا طويلة، ولقد أثبتت صلابته وقوته حيث استطاعت المالية العامة تجنب تهاوي وانهيار أسعار النفط في ظل جائحة كوفيد 19.
وزاد أن من أبرز الإنجازات التي تحققت للاقتصاد والمواطنين في عهد خادم الحرمين، إطلاق قطار الحرمين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإطلاق قطار "سار" لنقل المعادن من الشمال إلى الموانئ في الشرق، ودشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في المنطقة الشرقية، المشاريعَ العملاقة في صناعة الطاقة والغاز وحقول النفط، وفي المنطقة الغربية مشاريع البحر الأحمر الأكبر سياحيًّا في العالم بأكثر من 50 جزيرة بكرًا، تُستثمر لتصبح من أرقى مشاريع العالم سياحيًّا.
وبيّن "الشنبري" أنه تم إطلاق مشروع نيوم مدينة الأحلام كأكبر مدينة رقمية في العالم، وتحتل موقعًا جغرافيًّا عظيمًا يربط بين ثلاث قارات، ويتشارك فيه ثلاث دول عربية، واهتم الملك سلمان بمستقبل التقنيات الحيوية والطاقة والمياه والغذاء والتصنيع والإعلام والترفيه والرقي المعيشي والاجتماعي وإيجاد الفرص والقضاء على البطالة.
وقال إنه في هذا العهد الميمون تم رفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من 40% إلى 75%، ورفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال إلى ما يزيد على تريليوني ريال حاليًا، ويسعى إلى منصة أكبر صندوق سيادي في العالم برأسمال يتجاوز سبعة تريليونات ريال.