ما ظنك ببلاط مدرسة أطفال؟.. أسرار خطيرة عن "ألغام الحوثي" يكشفها مدير "مسام"

منها عبوات مموهة تُزرع على شكل أحجار لم تُستخدم إلا من إسرائيل في جنوب لبنان
ما ظنك ببلاط مدرسة أطفال؟.. أسرار خطيرة عن "ألغام الحوثي" يكشفها مدير "مسام"

أن يواجه العسكريون في المعارك حقول الألغام هذا أمر معتاد بالنسبة لهم؛ لكن كيف لأطفال في عمر الزهور أن يواجهوا ألغامًا زُرعت تحت بلاط فصلهم الدراسي، وما الهدف العسكري الذي يحققه هذا الفعل الشنيع؟!

بهذه العبارة بدأ المهندس أسامة القصيبي مدير عام مشروع "مسام" لتطهير الألغام في اليمن، الحديثَ عن بعض أساليب المليشيات الحوثية في زرع الألغام أينما تواجدوا؛ مبينًا أن الحوثيين فخخوا أرضية فصل دراسي لمدرسة أطفال بمنطقة حيس في الساحل الغربي.

ولفت "القصيبي"، إلى أن الألغام التي زُرعت في مدرسة الأطفال تحت بلاط الفصل كانت تعمل بالضغط، وتابع: "زرعوا العبوات، ثم أعادوا البلاط مرة أخرة.. نفس الأمر وجدناه في مستوصف طبي وخزان للمياه"؛ وفق "الشرق الأوسط".

وبحسب مدير عام المشروع، تم نزع نحو 110 آلاف لغم مضاد للآليات، و191 ألف ذخيرة غير متفجرة، وقرابة 6500 عبوة ناسفة، خلال السنوات الثلاث الماضية، وهي أرقام كبيرة في عمليات نزع الألغام الإنسانية، على حد تعبيره.

ولم تتوقف الجرائم الحوثية هنا -بحسب "القصيبي"- حيث اكتشف مشروع "مسام"، آثار أرجل أطفال في أحد حقول الألغام بمحافظة الجوف، تستخدمهم المليشيا الحوثية لزرع العبوات بطريقة عشوائية، وقد تنفجر فيهم كما حصل عدة مرات.

ووفق مدير مشروع "مسام" لتطهير الألغام في اليمن، الذي يُعد أول عربي وسعودي يحصل على اعتماد الأمم المتحدة لإدارة عمليات نزع الألغام؛ فإنهم اكتشفوا عبوات مموهة على شكل أحجار يزرعها الحوثيون لم تُستخدم إلا من إسرائيل في جنوب لبنان.

وأضاف، وقد عمل سابقًا مع الأمم المتحدة في جنوب لبنان بعد حرب 2006: "الأحجار المموهة أول مرة رأيناها كان عام 2001 في جنوب لبنان، زرعها الإسرائيليون، قبل ذلك لم يرها أحد وبعدها فقط رأيناها في اليمن".

وأكد "القصيبي" أن المليشيات الحوثية تُطور العبوات الناسفة والألغام بشكل سنوي؛ مشيرًا إلى أن الألغام المكتشفة أخيرًا في شبوة، كانت أكبر وأضخم، وتحمل كميات متفجرة لا تقل عن 12 كيلوغرامًا.

وتابع: "لا توجد منطقة دخلها الحوثي لم يزرع الألغام فيها؛ حتى لو ليوم واحد فقط، في الجوف مثلًا طهّرنا الكثير من المناطق، ثم حصل كر وفر وعاد الحوثي وزرع، ثم نظفناها مرة ثانية، والآن نعمل للمرة الثالثة في نفس المناطق".

ومن ناحية فنية صرفة، يبين "القصيبي" أن "المواد التي تدخل في صناعة العبوات التي يستخدمها الحوثيون؛ من المؤكد أنها تأتي من الخارج: البطاريات المستخدمة، الأسلاك، أجهزة التحكم لا توجد في اليمن أساسًا؛ مما يعني أنها تهرب من الخارج".

ويضم فريق مشروع «مسام» لتطهير الألغام في اليمن، نخبة من أفضل خبراء الألغام على مستوى العالم، يشاركهم فِرَق يمنية مدربة، ويتم تأهيلها بشكل دوري على أحدث طرق نزع الألغام؛ بحسب مدير المشروع.

ولإلحاق أكبر قدر من الضحايا، يكشف "القصيبي" أن المليشيات الحوثية حوّلت ألغام الآليات التي تزن أكثر من 100 كيلوغرام، عبر دواسات كهربائية صُنعت محليًّا لإنزال ضغط انفجار اللغم إلى أقل من 10 كيلوغرامات، لتنفجر في الأفراد بدلًا من الآليات الضخمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org