مواقف للملك المؤسس يرويها "بن قعبوب".. "بيارق" معركة "السبلة" وبئر "القزاز"

قال إن "الحنشل" والتناحر كان منتشرًا حتى أتى الملك عبدالعزيز وفرضت الدولة سلطتها
مواقف للملك المؤسس يرويها "بن قعبوب".. "بيارق" معركة "السبلة" وبئر "القزاز"

يحكي الأشقح بن ساكر بن قعبوب، "٨٠ عامًا" أمير "الخفج"، أقدم القرى جنوب غرب حائل،

الوضع الذي كان سائداً في شبه الجزيرة قبل توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله. ويقول بن قعبوب: "الجهل، والظلم، والحنشل- قطاع الطرق-، والجوع والتناحر كان منتشراً حتى أتى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود فاستتب الأمن، وفرضت الدولة سلطتها على مختلف المناطق".

ويستذكر الأشقح بن قعبوب موقفًا بين والده المرحوم الشيخ ساكر بن مناور بن قعبوب، المولود في عام ١٢٩٧هـ الموافق ١٨٧٧م، والملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، حيث كان من "الخويا" وشارك معه في معركة "السبلة" الشهيرة عام ١٣٤٩هـ، الموافق ١٩٢٩هـ، وكان من ضمن شيوخ القبائل الذين أمر المؤسس، طيب الله ثراه، بمنحهم البيارق تكريمًا لهم.

ويتابع الأشقح مستذكراً موقفاً لوالده مع الملك المؤسس أنه عندما اتجه الملك عبدالعزيز إلى حائل وهو في طريقه للمدينة المنورة، ومكة المكرمة تم استدعاء الشيخ ساكر بن قعبوب لمرافقته، وذلك لمعرفته الواسعة بمسالك الدروب الصحراوية، وموارد المياه، حينها قال له الملك عبدالعزيز: "هل تعرف طريقًا مختصرًا يا ابن قعبوب يوصلنا إلى المدينة المنورة ويمر بنا إلى مواقع الآبار التي يتوفر بها الماء؟". فأجابه الشيخ ساكر بن قعبوب: "نعم طال عمرك.. يا جلالة الملك، الماء يوجد في بئر "القزاز" قبل المدينة المنورة". قال له الملك عبدالعزيز: "أجل توكلنا على الله، وتحركت مواكب القافلة حتى وصلت إلى قرب البئر المذكور، فطلب الشيخ ساكر بن قعبوب من الملك عبدالعزيز أن يبيتوا ووافق الملك على المبيت لكي يتزودوا بالماء، لأن الماء أوشك على النفاد، وفي الثلث الأخير من الليل قام الشيخ ساكر وصلى ركعتين وذهب يتفقد موقع البئر، وعندما وصل للبئر أخذ قطعة من الحجر ورماها داخل البئر فسمع صوت ارتطامه بالماء، ثم عاد إلى مكان مبيته، وأخذ قسطاً من الراحة، وعندما حان وقت صلاة الفجر صلى الشيخ ساكر بن قعبوب مع الملك عبدالعزيز، وبعد انتهاء الصلاة قال الشيخ ساكر للملك عبدالعزيز: "أبشر بالماء يا طويل العمر"، فابتسم الملك: "وقال: الله يبشرك بالخير"، وأمر من معه أن يتزودوا بالماء ثم يواصلوا مسيرتهم إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة.

ويضبف الأشقح أن الملك عبدالعزيز قال للشيخ ساكر بن قعبوب، بعد مرافقته له أنت من الآن خوي خاص، فقال الشيخ ساكر بن قعبوب سمعاً وطاعة يا طويل العمر، وبعد أداء العمرة مع الملك عبدالعزيز رجع الشيخ ساكر بن قعبوب من مكة المكرمة إلى جماعته بعد أن أخذ الإذن من الملك عبدالعزيز، فأمر الملك عبدالعزيز بأهداء للشيخ ساكر بن قعبوب ذلولاً حمراء، وسيفاً، وبندقية، وبعد أن رجع الملك عبدالعزيز للرياض، ذهب الشيخ ساكر بن قعبوب للملك عبدالعزيز بالرياض، ولكن وفاه الأجل المحتوم قبل دخوله الرياض عام ١٣٦٨هـ، الموافق ١٩٤٨م، رحمه الله.
وقال الأشقح إنه يوجد عدة مراسلات، وخطابات من الملك المؤسس طيب الله ثراه، للشيخ ساكر بن قعبوب، رحمه الله، منها خطاب صدر عام ١٣٥٢هـ يبلغه فيها باختياره الأمير سعود بن عبدالعزيز "الملك سعود" ولياً للعهد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org