المهندسون يناشدون سرعة إقرار "الكادر الهندسي".. ومهتمون يؤكدون: هذه أهميته وإيجابياته

أكدوا ضرورة إقراره وأهميته لرفع جودة القطاع الهندسي
المهندسون يناشدون سرعة إقرار "الكادر الهندسي".. ومهتمون يؤكدون: هذه أهميته وإيجابياته
تم النشر في

جدَّد المهندسون السعوديون مناشداتهم الجهات المعنية النظر في سرعة إقرار الكادر الهندسي، خاصة بعد إقرار نظام مزاولة المهن الهندسية، وبدء العمل به، وبلائحته التنفيذية، إضافة لبدء العمل بنظام كود البناء السعودي.

وأكد المهندسون في تغريدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي طول انتظارهم للبت في ملف الكادر الذي انتظروه منذ سنوات طويلة، معربين عن تفاؤلهم وأملهم بإقراره قريبًا بعد التوجيهات الأخيرة التي صدرت من مجلس الوزراء حيال الملف، ومؤكدين أن القرارات التي اتخذتها الدولة مؤخرًا سترتقي بالقطاع الهندسي ومخرجاته وجودته.

وللحديث عن أهمية الكادر الهندسي وجَّهت "سبق" استفسارات للمهتمين بالملف.

بداية المهندس محمد عيد العنزي، ممثل الهيئة السعودية للمهندسين عضو لجنة إعداد ودراسة لائحة الوظائف الهندسية: هذا الموضوع يمس شريحة مهمة وأساسية من المجتمع، ويسهم - بإذن الله – في رفع جودة القطاع الهندسي، وتحقيق رؤية السعودية ٢٠٣٠.

وبيَّن المهندس العنزي أن أهمية الكادر الهندسي تكمن في أنه يعتبر نظامًا مهنيًّا لعمل المهندس السعودي في القطاع الحكومي؛ فيعامَل المهندس كمهني، يتحمل مهام ومسؤوليات مهنية معينة، ويتم تصنيفه على الدرجة المهنية التي تتوافق مع حجم مهامه ومسؤولياته وخبراته بعد اجتياز الضوابط والمعايير الخاصة بالدرجة من خلال الهيئة السعودية للمهندسين (كما هو الحال بالنسبة للأطباء). كذلك تبرز أهميته من خلال تحفيزه المهندس، ودعمه لتطوير نفسه مهنيًّا وعلميًّا، والتركيز على التخصص الهندسي، والمنافسة على المستويَيْن العالمي والمحلي؛ وبالتالي الحصول على حوافز وامتيازات مالية أفضل. كذلك يساعد على تقليل الأخطاء الهندسية، والقضاء على ظاهرة تعثر المشاريع، وتقليل الهدر المالي الناجم عن بعض الدراسات والاجتهادات الهندسية الخاطئة التي قد ترتكب من خلال المهندس حديث التخرج، أو قليل الخبرة. كذلك يُسهم في رفع معنويات المهندسين السعوديين العاملين في القطاع الحكومي، وخصوصًا أن نسبة كبيره منهم يشعرون بالإحباط، وعدم الرضا الوظيفي.

وعن أبرز إيجابيات الكادر قال: "من أهم إيجابيات الكادر أنه يصنِّف المهندسين إلى أربع درجات مهنية مختلفة (مهندس، مشارك، محترف ومستشار)، لكل درجة مهنية مهام ومسؤوليات معينة وواضحة، ترتبط بنظام مزاولة المهن الهندسية ولائحته التنفيذية، بخلاف ما هو معول به حاليًا في نظام الخدمة المدنية؛ إذ يصنف المهندس كإداري، ويُعيَّن على سلم الرواتب العام. كذلك من إيجابياته أنه يُسهم في تهيئة بيئة العمل في المشاريع والإدارات الهندسية الحكومية، وجذب الكفاءات الهندسية المتميزة، واستقرارها، وتبادل الخبرات، وجذب الكوادر الهندسية المؤهلة التي تُسهم في المحافظة على سلامة المشاريع، ومتابعتها بشكل أفضل؛ ومن ثم معالجة التعثر الذي قد يحدث، والذي من أهم أسبابه عدم وجود الأنظمة المهنية، وقلة الكوادر الهندسية المؤهلة. أيضًا من أهم إيجابياته أنه يُسهم في ارتقاء المهندس السعودي، وانفتاحه، ومواكبة التطور الهندسي العالمي من خلال التأهيل والتطوير، والتركيز على التخصص الدقيق. كذلك يُسهم أيضًا في رفع جودة التنفيذ في المشاريع الحكومية نظرًا لتوزيع المهام والمسؤوليات بشكل صحيح، وزيادة الرقابة، واستحداث أدلة ومعايير مهنية واضحة.

وأكد المهندس العنزي أنه تمت دراسة وإعداد لائحة الوظائف الهندسية (الكادر الهندسي) من خلال هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، بمشاركة جهات حكومية عدة؛ إذ استشعرت الدولة - حفظها الله - أهمية إيجاد لائحة للوظائف الهندسية للمهندسين العاملين في الدولة للارتقاء بهم، والارتقاء بالإدارات الهندسية الحكومية؛ لتتواكب مع رؤية وأهداف السعودية ٢٠٣٠. وقد تم الانتهاء - ولله الحمد - من إعداد اللائحة بشكل نهائي قبل أكثر من شهرين بعد استكمال جميع الملاحظات الواردة على اللائحة، وبعد ذلك تم رفع المحضر النهائي من خلال هيئة الخبراء إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء للإقرار.

وأضاف بقوله: نحن الآن ننتظر صدور إقرار اللائحة في أي لحظة، وخصوصًا أنه صدر توجيه سابق من مجلس الوزراء للجهات المعنية بسرعة إصدار لائحة الوظائف الهندسية. وهذا ما تم بالفعل؛ فقد تم الانتهاء من إصدار هذه اللائحة من خلال الجهات المعنية. ومتفائلون - بإذن الله - بأن نسمع خبر الإقرار في القريب العاجل، وخصوصًا أنه تم إقرار نظام مزاولة المهن الهندسية ولائحته التنفيذية.

وعن سبب تأخُّر إقرار الكادر في السنوات الماضية أشار العنزي إلى أنه قد يكون من أهم الأسباب عدم وجود نظام مزاولة المهن الهندسية خلال الفترة السابقة، وخصوصًا أن الكادر يصنِّف المهندسين إلى أربع درجات مهنية، تُرتَّب بمهام ومسؤوليات أكبر؛ لذلك كان من المهم جدًّا وجود نظام للمزاولة على غرار بعض المهن الأخرى. وهذا ما تم - ولله الحمد - فقد أصدر مجلس الوزراء خلال العام الماضي نظام المزاولة، وكذلك أصدر وزير التجارة اللائحة التنفيذية للنظام، التي أصبحت نافذة حاليًا، ولم يتبقَّ إلا صدور لائحة الوظائف الهندسية. كذلك قد يكون للوضع الاقتصادي السابق دور في التأخير، وخصوصًا أن العديد من الجهات الحكومية تم إعادة هيكلتها، وكذلك مجلس الخدمة المدنية الملغى، وخصوصًا أن بداية دراسة الكادر الهندسي كانت من خلال هذا المجلس. كذلك وجود بعض المشاريع الخاصة بالخدمة المدنية، كمشروع السلم الموحد، الذي تعكف وزارة الخدمة المدنية حاليًا على إعداده.

وأضاف بقوله: أعتقد - من وجهة نظري - أن هذه الأسباب تُعتبر من أهم الأسباب التي ساهمت في تأخير صدوره. والظروف الآن - ولله الحمد - أصبحت مناسبة جدًّا لإقراره.

وشدَّد العنزي على أنه بعد إقرار نظام مزاولة المهن الهندسية ولائحته التنفيذية، وبدء تطبيق نظام كود البناء السعودي، أصبح إقرار الكادر من الضروريات.

وقال: بلا شك، إن إقرار نظام مزاولة المهن الهندسية ولائحته التنفيذية، والبدء الفعلي بتطبيق نظام كود البناء السعودي، من أهم الأسباب التي تحتم إقرار الكادر الهندسي، وخصوصًا أن الدولة تسعى جاهدة - حفظها الله - لضبط جودة المشاريع، والارتقاء بها.. وهذا يعتبر جزءًا أساسيًّا من رؤية السعودية ٢٠٣٠؛ لذلك حرصت الدولة - حفظها الله - على إقرار تلك الأنظمة، وتشكيل بعض اللجان الخاصة للمتابعة، كاللجنة الوطنية لكود البناء السعودي، التي تسعى جاهدة إلى إنجاز المهام المسندة إليها، والانتهاء من وضع اللوائح والإجراءات الخاصة بتفعيل وتطبيق كود البناء السعودي. وبلا شك، إن هذه المنظومة سوف يكون المحرك الأساسي لها هو المهندس السعودي الكفء، الذي يحتاج إلى كادر هندسي، يطوره، ويُسهم في تحفيزه؛ وبالتالي دعم مشاريع التنمية الوطنية، وتحقيق أهداف الرؤية.

المهندس المعماري عضو لجنة إعداد ودراسة لائحة الوظائف الهندسية عطاالله الشمري أكد أهمية الكادر الهندسي، وبيَّن أن الكادر هو لائحة تنظيمية للوظائف الهندسية، وتبرز أهميته بأنه يجمع بين التأهيل والمهام والتطوير المستمر للمهندس مهنيًّا وعلميًّا، ويقابلها مميزات مالية وحوافز وبدلات مالية.. ويستطيع من خلالها المهندس الترقية بين الدرجات المهنية الأربع (مهندس، مشارك، محترف ومستشار)، حسب سنوات الخبرة، وتجاوز متطلبات الدرجة.

وعن أبرز إيجابيات الكادر قال: "من أهم إيجابيات الكادر أنه يضع لكل درجة مهنية مهام ومسؤوليات واضحة، ترتبط بنظام المزاولة، بخلاف ما هو موجود حاليًا. فمثلاً: يتاح للمهندس حديث التخرج الفرصة للتعلم والتدرُّب تحت إشراف مهندس أعلى منه درجة دون تحمُّل مسؤوليات أكبر من خبرته كما يحدث حاليًا في تولي مهندس حديث التخرج مشروعات أكبر من خبرته؛ وهو ما قد يؤدي لحدوث أخطاء كارثية فيها".

وبيَّن الشمري أنه تم التوقيع على محضر الكادر، ورفعه لمجلس الوزراء قبل قرابة ثلاثة أشهر.

وقال: نحن متفائلون - بإذن الله - بقرب إقراره، وخصوصًا أن المرحلة تتطلب ذلك. والمهندسون جزء أساسي من رؤية السعودية 2030، ويستحقون التقدير والتحفيز بما يتفق مع التوجه العالمي. وثقتنا كبيرة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين مهندس الرؤية.

وعن سبب تأخُّر إقرار الكادر في السنوات الماضية قال: هناك أسباب عدة لتأخُّر إصدار الكادر، قد يكون من أهمها الوضع الاقتصادي قبل سنوات عدة، إضافة إلى عدم وجود نظام لمزاولة المهن الهندسية. كذلك عدم وجود معايير واضحة للتصنيف. وبحمد الله، اتفقت الهيئة مع المركز الوطني للقياس لإعداد اختبارات مهنية للمهندسين، وقد عُقد عدد منها خلال السنتين الماضيتين؛ وبذلك أصبح هناك معياران للترقية، هما: السنوات، واجتياز الاختبار المهني.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org