كشف داعية سعودي قصة مشواره الرياضي بنادي التوباد في محافظة الأفلاج، وتنقُّله من مركز الهجوم إلى حراسة المرمى، وسبب اعتزاله بعد تلقي مرماه 11 هدفًا مقابل لا شيء. كما بيَّن عددًا من محطات حياته التي ابتدأت بالمسرح، ثم الرياضة، وأخيرًا الدعوة، ومساهمته في المشاركة في إسلام الكثير بالعديد من الدول الإفريقية.
المشوار الرياضي
وفي حديث للداعية عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل زريق مع "سبق" بمقر نادي التوباد بالأفلاج، بحضور نائب الرئيس عبدالرحمن القنعير، كشف آل زريق العديد من محطات حياته، وقال: قبل 40 سنة ابتدأت بمزاولة رياضة كرة القدم بالمدارس وملعب الحواري "الليالي"، وكنت نجمًا موهوبًا، أتميز بالسرعة الفائقة، والمراوغة، والتسديد بالرأسيات. وكانت هناك منافسات بين فريقي وفريق البديع بقيادة الإعلامي خلف ملفي وفريق الأمجاد بالروضة ووسيلة، وغيرها من الفرق الأخرى بالأفلاج.
وتابع: بعد افتتاح نادي التوباد الرياضي بالأفلاج رسميًّا، وتغيير اسمه من نادي النجمة إلى نادي التوباد، سجلت رسميًّا في كشوفات النادي، وبدأت المنافسات الرياضية على مستوى المحافظات، ومثلت الفريق في عدد من تلك المنافسات، وكنت ألعب في مركز الهجوم. وبعد أن احتاجني الفريق في حراسة المرمى قمت بحماية عرين النادي، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ ففي إحدى المباريات الرسمية لنا مع نادي الأنوار بحوطة بني تميم، وأثناء المعسكر قبل ليلة المباراة، وقع حادث مروري لاثنين من مشجعي النادي أثناء توجههما لحضور مباراتنا مع نادي الأنوار. وفي تلك المباراة التي تسببت في اعتزالي الحراسة كان المعلب مغبرًا؛ فلم أشاهد الكرة إلا بعد دخولها المرمى من كثرة الغبار.
وأردف: إضافة إلى أن جماهير الخصم في كل هجمة ترميني بالحجارة؛ فاجتمعت عليّ ثلاثة عوامل: وفاة اثنين من أهالي محافظتي والغبار ورمي جمهور الخصم إياي بالحجارة وإشغالي. وبعد المباراة علمت أن 11 هدفًا ولجت مرماي، الكثير منها "كباري"، بينما هجوم فريقي لم يسجل أي هدف؛ فقررت بعدها اعتزال الحراسة، وتدريجيًّا تركت مزاولة الرياضة.
وعن لاعبه المفضل في ذلك الوقت أكد آل زريق أن لاعب الهلال سابقًا والمحلل التحكيمي الحالي العمدة عبدالله فودة هو اللاعب المفضل له، وغيره من اللاعبين المميزين في ذلك العصر.
المسرح والتمثيل
وأضاف: كنت في المرحلة الابتدائية بمدرسة أحمد بن حنبل بالأفلاج أجيد التمثيل، وكانت انطلاقتي في مسرحية "البخيل" في كتاب المطالعة، ومثلت فيها دور الفقير، وكان معلم المدرسة قد صاغ تلك القصة بكتاب المطالعة على شكل تمثيلية، ولقيت استحسان الحضور.
وأردف: بعد الانتقال للمعهد العلمي بالأفلاج واصلت التمثيل المسرحي في احتفالات المعهد، وكان الحضور كبيرًا بتك الاحتفالات المدرسية.
واسترسل: بعد انتقالي للرياض لإكمال الدراسة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية واصلت التمثيل المسرحي، وكان هناك مسرحية اسمها مسرحية "البطل"، لعبت فيها دور الحارس الشخصي. وفي ذلك الوقت سمع التلفزيون السعودي بإقامة تلك المسرحية، وأثناء بروفات المسرحية فوجئنا بحضور مذيع التلفيزيون السعودي محمد خيري، واستأذن بتسجيل المسرحية، وقام بتسجيلها، وعُرضت في التلفزيون السعودي، وكان لها انتشار كبير، حتى أنه طُلب عرضها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
التعيين معلمًا
وأضاف: في عام 1407 هـ عُينت معلمًا في مدرسة تحفيظ القرآن بالأفلاج، وكنت إضافة إلى تدريسي المواد مسؤولاً عن التوعية الإسلامية، وكان من طلابي القضاة والدكاترة والمحامون.. وتربطني بهم علاقة قوية حتى أن بعضهم لا يزال يتواصل معي حتى اللحظة.
المشوار الدعوي
وتابع: عملت في إحدى المؤسسات الخيرية، وكنت أذهب في رحلات دعوية إلى غانا وبوركينافاسو لإقامة دورات شرعية، بعدها تم إقامة مقر دعوي رسمي في بوركينافاسو، ثم بدأت المشاريع الخيرية؛ فتم بناء نحو 30 مسجدًا، وتم حفر أكثر من 30 بئرًا، وكفالة الدعاة.. ففي أحد المساجد التي تم كفالة دعاته يحضر به نحو 5 آلاف شخص لحضور المحاضرات الدينية، وتخرّج العديد من حفظة كتاب الله ودراسة السنة، ولا يزال العمل الخيري قائمًا حتى اليوم. وفي إحدى الرحلات الدعوية لنا أسلم 20 شخصًا في عشرة أيام فقط.
واختتم: كان هناك قسيس كبير، له مكانته الاجتماعية، أسلم، وبعد مقابلته أكد رغبته بتعلم اللغة العربية لنشر الدعوة، وكان ينقصه المال؛ فتم جمع مبلغ مالي يحتاج إليه، وأعطيناه إياه، ولله الفضل أسلم على يديه ما يقارب 10 آلاف شخص، وما زال مستمرًّا في الدعوة.
يُذكر أن الداعية آل زريق لم يقتصر على الدعوة في الخارج بل له إسهامات كبيرة في التوعية؛ إذ يعمل منذ 18 سنة في المشوار الدعوي التطوعي بالسجون.