أهم شيء تصل..!!

أهم شيء تصل..!!

هل هي حقيقة؟! وهل هي منطقية عبارة (المهم أنك تصل)؟!

صحيح قد تكون وصلت، ولكن قد تكون خسرت أكثر..

قد تكون خسرت صحتك..

صحيح قد تكون وصلت، ولكن قد تكون خسرت أهلك..

صحيح قد تكون وصلت، ولكن قد تكون خسرت دينك..

صحيح قد تكون وصلت، ولكن قد تكون خسرت مالك ووقتك وقيمك ومبادئك وجميع مَن حولك.

أتذكَّر صديقي عندما قالها لي قبل سنوات (المهم أني وصلت). وأنا أعرف ظروفه تمامًا. خسر علاقته مع أهله، خسر جزءًا كبيرًا من صحته، وأمورًا أخرى قد لا أستطيع ذكرها هنا. بينما ما كسبه من وصوله - كما زعم - لا يكاد يُذكر، ولا يستحق كل هذا العناء.

هل هي صحيحة على إطلاقها (المهم أنك تصل)؟

دائمًا نطلق هذه العبارة من باب التحفيز، وتحقيق الأهداف. وهي من زاوية صحيحة، ولكن عندما ننظر من زوايا أخرى قد تكون غير صحيحة.

نظرنا للمكاسب فقط، لكننا لم ننظر إلى الخسائر التي قد تحصل.

هناك قاعدة فقهية تقول: "درءُ المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح".

ماذا لو كان هناك تساوٍ أو ترجيح بين المصلحة والمفسدة؟!

ذكر بعض العلماء أنه عندما تكون المصلحة أعظم المفسدة فجلب المصلحة مُقدَّم على درء المفسدة. وإذا كانت المفسدة أعظم أو مساوية للمصلحة فدرء المفسدة مُقدَّم على جلب المصلحة. وهذه تفيدنا في فقه الأولويات، واتخاذ القرارات.

ناديتُ عاليًا لأقول: التوازن هو الحل..

تصل وتحقق أهدافك، وتحقق مرادك ومبتغاك.. جميل جدًّا. والمهم أنك تصل، وهذا ممتاز جدًّا،

لكن ماذا خسرت؟!

هذه زاوية مهمة جدًّا للتوازن.

فقد يكون عدم وصولك هو الأصح.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org